“كورونا” للجميع.. فانتظروا دوركم* صالح الراشد

النشرة الدولية –

كالنار في الهشيم ينطلق وباء  “كورونا” ويُصيب الواحد تلو الآخر، ليقيم العدل في عالم الظلم والقهر فأصاب الفقير والغني، والمواطن والرئيس، والابيض والاسود، والرجال والنساء فكان عادلاً بين الجميع حين طرق أبواب العالِمُ والجاهل وجعلهم يعانون ما يعانون من تعب وإرهاق وصل عند البعض حد الموت، ولم ينجو منه حذر أو متهور ففي عصر كورونا وفي حضرته الكل سواء .

فقد أصيب بالكورونا  رئيس الولايات المتحدة ترامب ورئيس وزراء بريطانيا جونسون ورئيس وزراء كوسوفو عبدالله هوتي،  ولم تحميهم جيوشهم من الفايروس، وأصيب نجم كرة القدم البرتغالي رونالدو  ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم انفانتينو ولم تشفع لهم نجوميتهم، والفنانة المصرية رجاء الجدواوي، وفي الأردن أصاب الوباء نجوم الفيصلي والوحدات وعادوا للمارسة كرة القدم  بشكل أقوى، ولم يشفع   لوزير الأوقاف كثرة دعائه  بالخلاص من الوباء ولمدير  عمليات خلية أزمة كورونا العميد مازن الفراية حرصه ونصائحه التي كان يطلب من المواطنين التقيد بها،  وهؤلاء جميعاً كانوا  الأكثر حذراً  في تعاملهم مع الوباء ولكنهم لم ينجوا من براثنه.

هذه الإصابات واستفحال الوباء في العالم لن يجعل أحدٌ ينجو منه، وإن إصابة أي إنسان على هذا الكوكب مجرد وقت ليس إلا، وهذا يعني عدم الرعب والخوف من الوباء الذي يزداد تأثيره سوءاً كلما زاد الخوف كون الخوف يساهم في ضعف المناعة بسبب القلق المتزايد عند المصاب الذي يرفض الطعام ويصعب عليه النوم، فيما الأقوياء يتجاوزون الإصابة بسهولة وإن أرهقتهم بعض الأعراض.

إن مناعة المجتمع ستكون هي الحل الأمثل في نهاية الأمر وطريق وحيد لشفاء المجتمعات التي عليها أن تتعامل بحذر  وتلتزم بالإجراءات الاحترازية حتى لا تنهار الأنظمة الصحية، وهذا يعني الارتفاع التدريجي لعدد الإصابات  وزيادتها بطريقة ممنهجة بحيث تكون ضمن معدل سعة المستشفيات للحالات الحرجة، وعندها سنضع الوباء خلفنا وندرك أنه مجرد مرحلة سيئة في حياة البشرية التي لن يجعلها فايروس “كوفيد-19” تفنى،  بل ستصبح  أقوى وأكثر تماسكا ورغبة في الإنتصار، لأننا لن نغادر الكوكب ولن ننتهي لأننا أصل الحياة وجوهرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button