تخطيطنا.. الله بالخير..!* أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
في وقت فراغي، القليل في زحمة الايام، أحاول ان أراجع بعض اخبار المشاريع التنموية، واتتبعها، لأرى ان كانت تحولت لواقع ام لا، ولكن للاسف دائما تكون النتيجة مخيبة للآمال.
فغالبا ما اجد اخبار الاعلان عن مشروع تنموي، ثم توقيع عقد تصميمه، ثم توقيع عقد انشائه، و«لوية» تصوير ومؤتمرات صحافية.. ثم يختفي!
ومتأكدة، ان مثلي الكثير، نسمع عن مشاريع وما نشوفها، فحاولت ان احصي كم مشروعا تحدثوا عنه ولم نره على ارض الواقع؟! كم مستشفى وعدوا ببنائه ولم يبن او تأخر! كم جسرا وعدوا بتشييده، وظل مجرد فكرة! كم مبنى.. وكم وكم وكم.. وان كنا محظوظين، تدخل الديوان الاميري، وشيد المشروع!
ولا ننكر، اننا في الآونة الاخيرة، شهدنا انجاز وافتتاح بعض المشاريع، كجسر جابر، مبنى وزارة التربية، جامعة صباح السالم – الشدادية، ولكن من حقنا ان نرى كل مشاريعنا التي وعدوا بانجازها وصرفوا الملايين على عقودها ثم تأخر المقاول بالانجاز.. ونسوها!
قبل ايام، نشرت القبس خبرا عنوانه «التخطيط تكدس المشاريع التنموية» وسلطت الضوء على الانتقادات الموجهة للأمانة العامة للتخطيط، «لتكديسها المشروعات التنموية للجهات الحكومية كل عام، وإشغال موظفي الدولة في عمل دراسات جدوى لمشروعات، لا يُكتب لها الانجاز في وقتها المحدد في أغلب الأحيان»، هذا فضلا عن ان الاعلامي علي خاجه يسلط الضوء أسبوعيا في برنامج على قناة الراي القبس «ساعة مع علي خاجه» على المشاريع المتأخرة، وللامانة صعقت من كم المشاريع التي وقع المسؤولون عقودها، وارجئ انشاؤها سنوات ممتدة، بعضها يصل حتى لأكثر من عشر سنوات!
ولكن السؤال الاهم، كل عقد، حتى في العقود الصغيرة بين شخصين، هناك شروط جزائية، توقع على الطرف الذي يكون سببا في عرقلة مشروع ما، ولكن يبدو ان مشاريع الدولة، المليونية، تتأخر ولم نسمع حسابا لمقاول، او عقابا لشركة، فيكفي ان تفتح تقريرا واحدا لديوان المحاسبة لترى الملاحظات «اللي مالها اول من تالي» على جهات الدولة بسبب تأخير المشاريع، وعدم محاسبة المتسببين!
فلماذا لا تتم محاسبة المقاول؟! ولماذا يختفي مبدأ العقاب تحت بند «احنا الكويتيين طيبين زيادة وعادي نسامح وننسى بسرعة»؟!
اليوم، ونحن نحصر عدد المشاريع الهائل الذي يبقى من دون انجاز، وصلنا لمرحلة من اليأس نقول فيها «يبا لا تحاسبون المقاول»، فقط انهوا المشاريع لنراها، او كونوا اكثر شفافية وصدقاً معنا، وقولوا لنا ان هذه المشاريع للجيل بعد القادم، كما حدث في جامعة الشدادية!
لقد تفاءلنا بالحكومة التي جاءت بأوجه تغيير عديدة، لكننا نتمنى رؤية خطط الوطن التنموية، مشاريعا ملموسة، وليس مجرد اوراق ومؤتمرات صحافية وزيارات «شو اوف» للمسؤولين، ننتظر منكم تحريك عجلة الإنجاز.
نقلاً عن “القبس” الكويتية