الموسيقى العربية تبحث عن مستقبلها بدورة المهرجان الاستثنائية

النشرة الدولية –

ترك مهرجان الموسيقى العربية الذي تنظمه سنويا دار الأوبرا المصرية جدران المسرح الكبير، حيث كانت تقام فعاليات الحدث الموسيقي البارز سنويا، لينفتح على ساحة أكبر استضافت افتتاح دورته الاستثنائية هذا العام.

حفل افتتاح الدورة التاسعة والعشرين الذي أقيم، الأحد على مسرح النافورة المكشوف الذي يتسع لنحو 1000 متفرج والذي صمم خصيصا بهدف مواكبة إجراءات مكافحة تفشي فايروس كورونا والحفاظ على التباعد الاجتماعي.

وكرم المهرجان في الحفل 12 شخصية ملهمة بمجال الموسيقى والغناء من مبدعين ساهموا في إثراء الحياة الفنية في مصر والعالم العربي ومنحهم درع المهرجان، ونذكر من بين المكرمين الشاعر بخيت بيومي والمطرب ماهر العطار والموسيقار يحيى مهدي وعازف الكمان محمود عثمان وعازف الناي محمد عبدالنبي.

كما كرم ثلاثة من كبار الملحنين هم جمال سلامة ومحمد سلطان وحلمي بكر مهديا لهم أغنية جديدة بعنوان “تحيا الموسيقى”، اشتركت في تقديمها نادية مصطفى وأحمد إبراهيم وأحمد عفت وآيات فاروق وياسر سليمان وإيمان عبدالغني وسوما ومي حسن، تلتها باقة من أعمال كل ملحن على حدة عزفتها الأوركسترا بقيادة المايسترو سليم سحاب.

وقالت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم في حفل الافتتاح “على مدار 28 عاما ظل مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية العرس الفني، إحدى مفردات منظومة الدفاع عن الهوية وصون التراث الفني، والتي تفردت به الأمة، ونموذجا لقوة مصر الناعمة، حيث لعب المهرجان دورا بارزا في إعادة أعمال موسيقية وغنائية إلى دائرة الضوء”.

وأضافت “نطلق اليوم الدورة 29 في ظروف استثنائية انعكست آثارها على الممارسات الحياتية في أرجاء الوطن، تأكيدا على مدى إصرارنا على المواجهة وتجاوز تلك التحديات والظروف، ولكي نبرز من خلال فعالياتها صورة حضارية تعبر عن أصالة مصر وشعبها”.

ووجهت وزيرة الثقافة التحية إلى الراحلة رتيبة الحفني مؤسسة المهرجان، كما توجهت بالتحية إلى كل الفنانين المشاركين في دورته الاستثنائية هذا العام، مختتمة كلمتها بـ”تحيا مصر”.

ومن جانبه أكد مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا، على أهمية مهرجان الموسيقى العربية، لافتا إلى أنه يعد من زمن الفن الجميل، موضحا أن هذه الدورة تعتبر الأصعب في تاريخ المهرجان نظرا إلى انتشار فايروس كورونا، موجها الشكر لوزارة الثقافة على تنظيم المهرجان رغم الظروف الصعبة.

ويشمل برنامج المهرجان الممتد حتى العاشر من نوفمبر 29 حفلا غنائيا وموسيقيا بمشاركة 93 فنانا من خمس دول عربية. وتقام العروض على مسرح الجمهورية ومسرح معهد الموسيقى العربية بالقاهرة وأوبرا الإسكندرية وأوبرا دمنهور.

ومن أبرز المطربين المشاركين في هذه الدورة من المهرجان نذكر هاني شاكر ومدحت صالح وعلي الحجار وخالد سليم وكارمن سليمان من مصر وعاصي الحلاني ووائل جسار وسعد رمضان من لبنان وصابر الرباعي من تونس وهمام إبراهيم من العراق.

تكريم 12 مبدعاً... مهرجان الموسيقى العربية خارج... | النهار

 

وتشارك في فعاليات المهرجان 8 فرق موسيقية نذكر منها فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو فاروق البابلي، فرقة كايرو ستيبس بقيادة الموسيقار وعازف العود باسم درويش، أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو ناير ناجي، أوركسترا صوت مصر بقيادة المايسترو أحمد عاطف، فرقة الحفني بقيادة المايسترو هشام نبوي، فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى والغناء العربي بقيادة المايسترو عبدالحميد عبدالغفار.

وبالتوازي مع الحفلات والعروض الموسيقية يقام مؤتمر علمي بالمسرح الصغير لدار الأوبرا يناقش هذا العام “الرؤى المستقبلية للموسيقى العربية بعد جائحة كورونا” بمشاركة باحثين من مصر وتونس ولبنان وسوريا وليبيا والعراق والبحرين والسعودية.

وقد أعدت اللجنة العلمية للمؤتمر برئاسة الدكتورة رشا طموم أربعة محاور ضمن العنوان الرئيسي، حيث تهدف إلى مناقشة الرؤى المستقبلية للموسيقى العربية بعد جائحة كورونا التي أحدثت تغييراً جذرياً لكل الممارسات الحياتية.

 

 

تاريخ طويل من العطاء الموسيقي
تاريخ طويل من العطاء الفني

 

ويتناول المحور الأول للمؤتمر الرؤى المستقبلية للإبداع الموسيقي العربي، ويتضمن موضوعين هما أساليب وآليات وأشكال جديدة للشباب المبدعين تفاعلا مع المعطيات التكنولوجية، والتواصل والشراكة مع الثقافات المختلفة دون إهدار للهوية الموسيقية العربية بعناصرها المميزة.

ويبحث المحور الثاني في الرؤى المستقبلية وحول سبل أداء وتقديم الموسيقى العربية، ويناقش موضوعي الموسيقى العربية وأساليب التقديم الإلكتروني والمسارح الافتراضية، والأدوات والوسائل والتكوينات الآلية والغنائية المواكبة لطبيعة الموسيقى العربية والأدوات الإلكترونية المناسبة لها.

ويناقش المحور الثالث الآفاق المستقبلية لتعليم الموسيقى العربية، ويتمحور حول مستقبل تعليم الموسيقى العربية للهواة والمتخصصين بأسلوب التحول الرقمي وأدوات التعليم عن بعد وتأثير ذلك على الجماليات المميزة لهذه الموسيقى وخصوصا في الجانب المهاري الذي يعتمد على التواصل المباشر وخاصة في مجالات الأداء الارتجالي والمصاحبة.

أما المحور الرابع من مؤتمر هذا العام، فيبين الرؤى المستقبلية لإشكاليات تراث الموسيقى العربي، ويتناول موضوعات الاستفادة من معطيات التكنولوجيا وما تقدمه من أدوات تعين على جمع التراث وإنشاء قواعد البيانات الأرشيفية والافتراضية للموسيقى العربية بشتى عناصرها وأنواعها وإتاحتها إلكترونيا وفق تطبيقات لجذب المستخدم العربي.

ويبرز الباحثون في هذا المحور أهمية تعديل وتفعيل قوانين الملكية الفكرية وفق قواعد جديدة عادلة بما يتيح موارد مادية تعين على تطوير وتحديث واستمرار الدور الإيجابي للمؤسسات المنوطة بقضية التراث الموسيقي العربي، ووضع الخطط الملائمة لتفعيل أنشطة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية المعنية بحفظ التراث بما يضمن لها الحضور على الساحة العلمية والفنية والإعلامية ويضمن تفاعل المهتمين معها.

ويقام على هامش المهرجان معرض للخط العربي للفنان مصطفى عمري بدار الأوبرا المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى