كورونا والإنتخابات وحكومة الغفلة في كليلة ودمنة* صالح الراشد
النشرة الدولية –
يصيب البعض لوث المنصب حين تتحقق أحلامهم بالوصول لمناصب لا يستحقونها، وقد يكونوا قد حصلوا عليها بالصدفة أو بالخطأ، ليكونوا الخطأ التاريخي في مستقبل الأوطان، ويبدأ هؤلاء بالتخبط في القرارات أو يتحولوا لآلات يحركها آخرون، فيضيع المنطق والعمل المنهجي ويصبح التعنت والإختباء خلف المناصب التي تتحول لسلاح في التعامل بدكتاتورية مطلقة، فتختفي الحلول السليمة التي قد تنقذ المجتمع وتبقى القرارات الهلامية التي ستغرق الجميع في بحر كورونا الهائج.
وينطبق هذا الحال على الحكومة الأردنية الحالية والتي لا زالت تُصر على إجراء الإنتخابات النيابية في وقت يعتبر الأصعب والأخطر على الشعب بسبب انتشار كورونا بشكل كبير وغير متوقع، كون عدد الإصابات تجاوز الخمس آلاف حالة وهو رقم كارثي وجزء كبير منه بسبب الجلسات الإنتخابية وأعراس أبناء الصفوة، لنجد أن الحكومة وبدلاً من إتخاذ قرار بتأجيل الإنتخابات حماية للشعب تخرج علينا بفكر حديد حيث صدمنا رئيس الوزراء باصراره على إجرائها، ويعلن أنه سيتصدى للإحتفالات بالفوز، وأصدر قرار بإغلاق البلاد بعد ساعة من صدور النتائج، ، وهذه يعني أنه بعرف خطورة ما يجري، لذا فمن الخطأ أن تقوم الحكومة بنشر الوباء ثم تغلق البلاد للتصدى له معيدة للذاكرة قضية الضبع الذي تدخله لبيتها، فهل تعتقد أنه بإغلاقها البلاد سيخرج الضبع، وربما تحتاج الحكومة ل”نظرية الحمار” التي أطلقها أحد الإعلاميين، لنجد أن الشعب يقف حائراً بين نظريات الحيوانات التي تنتقص من إنسانيته، ورغم ذلك تسابق أعضاء الحكومة والتابعين لها لمهاجمة الشعب الذي عليه أن يتحمل أخطاء الحكومة والإعلام ثم يتغنى بإبداعاتهم.
ان الحكومة وأذرعها لم يضعوا حماية الشعب في أولوياتهم بل أرادوا صناعة مجدهم الخاص حتى لو كان الثمن مئات الآف من المصابين والضحايا، ولم يضعوا الحلول المنطقية لانقاذ المواطنين كونهم لا يعرفونها ولا يستطيعون الوصول إليها وهم يستعينون بمن يضع الشعب في منزلة “الحمار”، متناسين أن دول كبرى تملك القدرات والخبرات قررت أن تغلق العديد من الأماكن فيها لحماية مواطنيها، ولا اعتقد أن عباقرة الحكومة بقدرات عباقرة بريطانيا وفرنسا والنمسا واسبانيا وألمانيا، فلماذا تُصر الحكومة على الخطأ وتبحث عمن يدعمها؟.
إن وباء كورونا يعري الكثيرين ممن يعتقدون أنهم مشاعل الحرية، ليكون السقوط مدوياً بسبب نقص المعرفة وتضارب الحقيقة مع المصالح الخاصة ومنها لعب دور البطولة في فيلم لا يجوز أن تكون فيه البطولة مطلقة بل لفريق العمل، لذا فإن الفشل ينتقل من الحكومة للاعلام لأنهم لا يعرفون معنى التشاركية في الحلول والهموم ، لذا فإن كورونا سينتصر لأن الدفاع وهمي كون الدفاع الحقيقي ينبع من قرارات حكومية متوازية وشعب حريص على نفسه والوطن، وعندها ننجوا جميعاً دون أن نجد أنفسنا قصة تروى في كتاب كليلة ودمنة .