البكاء…* نهيدة الدغل معوض
النشرة الدولية –
البكاء…ما تمنيته يوماً في حياتي…
ولكن…
قساوة الزمان وغدره…
أبكياني…
تمنيت أن أعيش كما تريد نفسي…
لكن نفسي عاشت كما يريد الآخرون…
…أصبحت كالبحر…
أتحمّل وأصبر…
لكن…
لا أعلم متى ينتهي صبري
لأنّ هناك حدوداً للصبر!!؛…
لا أحد يعلم كيف ماتت روحي…
ولا كيف عادت؟…
فكلما نضجت أكثر…
أيقنت أنّ تلك الحياة
لا تستحق العناء…
وأصبحت أشتهي الرحيل إلى مدينة
لا حزن فيها ولا هموم
لا كره ولا شجون…
مدينة…
أتنفس فيها الهدوء والسكون…
مدينة…
أنسى فيها اسمي وهويتي
وكلّ ما مرّ بحياتي…
وبداخلي رغبة دفينة
أدفن فيها كل عذاباتي وأشواقي…
أتمنى الرحيل إلى تلك المدينة…
لأنّ الرحيل يعطي الأشياء قيمتها…
فنحن لا نعرف قيمة الآخر…
إلا بعد رحيله
ولا نعرف قيمة اللّحظات الجميلة
إلا بعد أن تصبح ذكرى…
ونشعر أنّ قطعة من حياتنا قد زالت من الوجود…
حقاً…
إنّ الحياة قاسية…
نتلقى منها الصفعة وراء الصفعة…
وربما صفعات أقسى إيلاماً…
إنّما تبقى الحياة مجرّد حياة…
ويبقى البكاء ترياق الحياة…