الكاتبة والشاعرة اللبنانية رانية مرعي: تؤمن بالحب وتدافع عنه… ملهمة تعزف سمفونية الحياة على وتر الحروف
النشرة الدولية – حوار طلال السُكرّ –
لُقبها “شاعرة الحب” هي ملهمة تعزف سمفونية الحياة على وتر الحروف والكلمات بتجليات روحانية.
ضيفة “النشرة الدولية” اليوم، الشاعرة والكاتبة اللبنانية، رانية زين مرعي، هي تؤمن بالحب، وتدافع عنه، وتثق به وتعيشُ أحلامه.
أمينة سر هيئة الحوار الثقافي الدائم ومسؤولة الشؤون الأدبية في الاتحاد الدولي للصحافة والفنون والإعلام.
بدأت الكتابة في سنّ مبكرة، لها ديوانان، الأول ” خطًى من ياسمين ” والثاني ” بلاعنوان”.
النشرة الدولية استضافتها، وكان هذا الحوار
- من هي الكاتبة والشاعرة رانية مرعي؟
رانية زين مرعي من لبنان – مشغرة، أعمل في مهنة التدريس، أمين سر هيئة الحوار الثقافي الدائم ومسؤولة الشؤون الأدبية في الاتحاد الدولي للصحافة والإعلام .
صدر لي ديوانان الأول “خطًى من ياسمين” و الثاني “بلا عنوان”. والثالث تأخّر صدوره بسبب الأوضاع في بلدي.
- متى بدأت الكاتبة مرعي الكتابة؟
بدأت في سنّ مبكرة وكنت ألجأ إلى أساتذتي لآخذ رأيهم وكثيرًا ما كنت أسمعُ تشجيعًا ودعمًا ممّا دفعني لصقل موهبتي وبدأت بنشر ما أكتب بين الأصدقاء حتى اتّخذت القرار بإصدار ديواني الأول.
- كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟
نشأت في أسرةٍ محبّةٍ للقراءة، وتعلّمت منذ الصّغر أن أفضل هدية ممكن أن نحصل عليها “كتاب”.
كنت أجتهدُ في مدرستي ليكافأني والداي بكتاب وأكاد أجزم أني ما زلت أحفظُ أسماء تلك القصص الأولى .
النقاشات التي كانت تدور مع والدي خلقت عندي شغف القراءة ، وأصدقك بعض الكتب قرأتها لأنها كانت موجودة في مكتبة المنزل ولكن بعد فترة بدأت بالانتقاء والتركيز على كتب معيّنة وحتى أسماء أدباء وشعراء .
- أنت أمينة سر هيئة الحوار الثقافي الدائم. حدّثينا عن هذه الهيئة وعن النشاطات التي تُقدّم على الساحة الثقافية؟
أنا أمينة سرّ هيئة الحوار الثقافي الدائم التي يرأسها الأديب الدكتور عبد الكريم بعلبكي وكذلك أنا مسؤولة الشؤون الأدبيّة في الاتحاد الدولي للفنون والإعلام .
هيئة ثقافية عريقة تركت بصمتها في كل عمل قدمته في لبنان أو خارجه .
لهيئتنا فروع في معظم الدول العربية والغربية، يجري التنسيق والتعاون المستمر بين كل الفروع لتقديم الأفضل.
وتتنوّع النشاطات التي نقدّمها من شعريّة إلى فنّيّة ومسابقات ومهرجانات دوليّة ومحاضرات توعويّة .
أختم لأقول نحن هيئة جامعة تضم نخبة من المثقفين والمتميّزين بقيادة حكيمة.
-هل لكِ أن تصفي طقوس الكتابة لديك؟ وما الحالات التي تستفزك؟
لا أخصّصُ وقتًا للكتابة فالموضوع عندي مرتبط بالإحساس لذا تجدُ عندي دفقًا في الكتابة تارةً وانحباسًا طورًا ..
حالات كثيرة تستفزُّ قريحتي: وطنٌ متألّم، عجوز في المأوى، امرأة مضطهدة، دمعة طفل، طيرٌ محلّق في السماء، وردة ذابلة … بالمختصر أمور قد تلفتني بطريقة معيّنة.
- هل فكرت الشاعرة والأديبة رانية مرعي بالكتابة بغير العربية؟
كتاباتي الأولى كان معظمها باللغة الفرنسية، ما زلت أحتفظَ بها لأنّي أرى فيها مراهقتي وأفكاري في زمن العفوية. ولأن البدايات دائمًا تترك أثرًا خاصًا في ذاكرتنا وحياتنا.
- هل من مكان لوطنك في ما تكتبين؟
للبنان كل مساحات الحب الذي يسكنني وأعبّرُ عنه .
كل قصيدة أكتبها أضع نصب عينيّ أن لبناني هو جمهوري الأوّل، فأنا ابنة وطن خالد، كرّسته الحياة ليكون رسالة المحبة والسلام.
وفي هذا الوقت العصيب الذي يمرّ به وطن الأرز كتبت قصائدَ ومقالات عديدة ونُشرت في العديد من المجلات والمواقع، حاكت أوجاع الناس وتألّمت معهم ورسمَت لهم دروب الأمل.
الشاعر والكاتب جنديّ في الصفوف الأولى، فكم من كلمة غيّرت مصير أمّة ..
- ما نوع الشعر الذي تكتبينه؟
أكتب الشعر الفصيح الحرّ، أجد فيه مساحة كبيرة للتعبير عن كلّ ما يجول في خاطري وفي قلبي .
ولي تجربة واحدة مع الشعر العامي وهي قصيدة بعنوان “شتي يا عيون الله دموع”.
- مع أي جهة تعاملت الشاعرة رانية مرعي لنشر كتابيها ؟
تعاملت منذ البداية مع وكالةٍ “مواهب أدبيّة” للكاتب والأديب اللبناني دريد عودة التي تتابع كل التفاصيل المتعلّقة بالإصدار وحماية الحقوق ودعم الكاتب والشاعر للوصول إلى الجمهور اللبناني والعربي ممّا يحافظُ على حقوقه ويؤمّنُ له الانتشار الذي يصبو إليه . وهي وكالة فريدة من نوعها في العالم العربي وقد كان لي شرفُ مواكبتها منذ البدايات حيث كان ديواني “خطًى من ياسمين ” باكورة إصداراتها وتتالت الأعمال باللغات العربية والفرنسيّة والإنكليزيّة وباتت تضمّ أسماء لامعةً من الأدباء والشعراء.
- لقبك “شاعرة الحب”ماذا يعني ذلك لرانية؟
يعني لي الكثير لأنّي مؤمنة بالحب جدًا، أدافع عنه وأثق به وأعيشُ أحلامه… أُتّهم بالخيال ولكنّ هذا لا يثنيني أبدًا عن الدفاع عن الحب وأفخرُ أنّي شاعرته في زمن غير موثوق.
- كيف تصف الكاتبة مرعي المبدعين والأدباء اللبنانيين ومستوى النشاطات الثقافية مقارنة بالدول العربية الأخرى؟
لبنان كان وما زال، بالرغم من كل ما نمرّ به، الحاضنة الثقافية للعالم العربي. لم تتوقّف يومًا مسيرتنا واستمرّ الجهاد بالكلمة إن صحّ القول.
ومن هنا اسمح لي أن أوجّه لزملائي الشعراء والكتّاب تحية حب وتقدير لأنّ كلماتهم النابضة بالثقافة هي مشعل النور الذي سيكتب للأجيال القادمة قصة وطن أقسم على الحياة.
- كيف ترين علاقة هذا الجيل بالشعر وما دورك في تعزيز هذا الموضوع؟ وهل تقرأ الشاعرة رانيا من شعرها لطلابها؟
علاقة الجيل مع اللغة العربية بشكل عام غير سليمة، فقد سرقهم التفرنح وتنكروا للغتهم الأم بحجج كثيرة لم تقنعني يومًا.
وأنا بصفتي مدرّسة أجهد وكل زملائي لنعيد ثقة النشء بلغته التي يجهل عنها الكثير. دائمًا جبر العلاقة بين الطلاب واللغة العربية قضيتي ومستمرّة ان شاء الله.
أقرأ لهم من قصائدي وأتناقش معهم وكم أفرح عندما يسألني أحدهم عن رأيي في قصيدة كتبها، هنا أعتبر أني أسير في الطريق الصحيح .
- هل أنتِ مع أن الكاتب أو الشاعر مُكرم خارج بلده أكثر من بلده نفسها؟
لستُ مع هذا الرأي ، فمن تجربة شخصية، وجدت احتضانًا ودعمًا في بلدي كان هو السند الذي دعم انطلاقتي إلى كل العالم.
من يستحق التكريم لن يبخل عليه وطنه بشيء.
- هل صحيح أن بعض النقاد يجاملون ما تكتب المرأة لأنها امرأة بدون تقييم لمنجزها الأدبي؟
البعض نعم، والأسوأ منهم من ترتضي أن تصل إلى مكانة بهذا الأسلوب الملتوي والمشبوه.
الدخلاء كثيرون في عالم الشعر والنّقد ، والجمهور في نهاية الأمر هو الفيصل.
- الشاعرة والكاتبة رانيا، هل خذلك الحب، برغم دفاعك عنه؟
الحب لم يخذلني ولم يخذل أحدًا!
خذله عابرو السبيل ومدّعو العاطفة ولصوص المشاعر ..
خذله تجار المواقف الذين حلفوا باسمه زورًا..
خذله الجبناء الذين لم يكونوا أهلًا لمشاعرَ صادقة..
وأنا كالحب خُذِلت.
شكرًا لموقع “النشرة الدولية” على هذا الحوار الراقي وشكرًا لك أستاذ طلال على هذه الاستضافة.
تحية إلى الأردن الشقيق وشعبه المحب.