«فيروسان» و«جيلان» وراء ما حدث لـ «ترامب» !* عوني الداوود
النشرة الدولية –
ربما يكون من المبكر الخوض في تحليل ما حدث وسيحدث في الانتخابات الامريكية التاريخية في كل المقاييس والمعطيات ، سواء من حيث عدد المشاركين من الناخبين ،أو عدد المصوتين قبل يوم الانتخاب عبر البريد ،أو من حيث حدة المنافسة واثارتها.. وكذلك حدة ونوع التصريحات غير المسبوقة بين المتنافسين في المناظرات التي سبقت الانتخابات ، وحتى أثناء سير العملية الانتخابية و بعد انتهائها ..وربما السبب في كل ذلك الشخصية الجدلية للرئيس الامريكي دونالد ترامب .
وبعيدا عن وجهة نظر كثيرين ،هنا ، وفي مناطق كثيرة من العالم ،ممن يعترضون على زيادة الاهتمام بالانتخابات الامريكية ومجرياتها انطلاقا من قولهم بأنها لا تعني غير الأمريكيين ، ومع احترامي لجميع وجهات النظر ، فان هناك خلطا ربما أوعدم تفريق بين أنها لا تعنينا لأننا لن نتأثر كدول وكمنطقة بنتائجها مهما كان الفائز، وبين اختلاف الحال بالنسبة لنا كدول وكمنطقة أيضا في قضايانا المصيرية .
بصورة أكثر تحديدا ، فاننا بالتأكيد – كما كل دول العالم – نترقب وننتظر نتيجة الانتخابات الامريكية لأن النهج السياسي للتعاطي مع قضايا العالم تختلف بين الرئيسين « بايدن» الديمقراطي ، و»ترامب» الجمهوري سياسيا واقتصاديا ،والعالم معني بنسب تختلف من دولة الى أخرى بتلك الاختلافات وسوف تتأثر سلبا أو ايجابا بحسب من يكون الفائز.. والامثلة في ذلك واضحة للعيان .
أما بالنسبة لنا ..فرغم انحياز الديمقراطيين والجمهوريين معا لاسرائيل في منطقتنا ، لكن هناك فرق في الرؤية : مع أو ضد حل الدولتين ، وصفقة القرن ، والضم ، والتعاطي مع الملف الايراني ، والتركي ، وحتى أسعار النفط ، وملفات المنطقة في العراق وسوريا واليمن وليبيا .. فهناك اختلاف في الرؤى .. ولذلك فسوف نتأثر كدول وكمنطقة بنتائج الانتخابات .
ولكن وبالعودة الى ما جرى ويجري من تحليلات للنتائج فيبدو أن هناك فيروسين « حسما نتيجة الانتخابات هذه المرّة ..وهما : « «فيروس كورونا « ، و» فيروس العنصرية « ، وهما ملفان لم يحسن ترامب ادارتهما من نظر كثير من الامريكيين ، ولذلك لم تسعفه النجاحات التي حققها قبل كورونا في الشأن الاقتصادي ،لان كورونا عصفت بكل تلك النجاحات ، وأكملت على رصيده الشعبوي « فيروسات العنصرية « التي دعمها بعد مقتل المواطن الامريكي من أصول أفريقية « جورج فلويد « فخسر الاقليات الافريقية واللاتينية التي صوت معظمها للديمقراطيين .
من التحليلات الاولية لنتائج الانتخابات ما يقول بأن ترامب وقع في نفس الخطأ الذي أدى لهزيمة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 فلم يتنبه لجيلين من الامريكيين مؤثرين في الانتخابات ، وهما الفئة العمرية ما بين ( 18 – 35) عاما وفئة ( كبار السن ) ، مع اختلاف أسباب 2016 عن 2020 والتي كان سببها الرئيس هذه المرة « كورونا « بالدرجة الاولى التي تسببت بفقدان الوظائف وزيادة البطالة والفقر لدى الفئة الاولى ، ما بين ( 18- 35) ، وفئة كبار السن التي كانت ولا زالت الضحية الاولى لجائحة كورونا والتي لم يدرها ترامب كما يجب.