مسلسل “بعد عدة سنوات” يتتبّع مسار أبطاله في زمنين مختلفين
النشرة الدولية –
يجمع المسلسل السوري الجديد “بعد عدة سنوات”، الذي انتهى مخرجه عبدالغني بلاط من تصويره مؤخرا بدمشق، ثلة من الممثلين السوريين المخضرمين مع بعض من الوجوه الشابة على غرار وسيم الرحبي وروبين عيسى ونانسي خوري وريم زينو في أدوار جديدة عليهم، منتظرين منه أن يضيف إلى مسيرتهم الفنية، كونه سيقدّمهم إلى عشاق الدراما العربية بشكل مختلف ومغاير، نتيجة طرافة فكرته ومعالجته الدرامية التي تُزاوج بين اللحظة الراهنة والحنين إلى زمن كان.
وهو ما أكّده مخرج العمل عبدالغني بلاط، بقوله “حاولت في هذا العمل أن أقدّم العديد من الوجوه الشابة وأخرى مخضرمة في أدوار مختلفة ومغايرة عمّا تعوّدها علي الجمهور، خاصة وأن المسلسل يتّبع مسار الشخصيات وفق زمنين مختلفين”.
وعن دوره في المسلسل المرتقب عرضه في الموسم الرمضاني القادم قال الفنان وسيم الرحبي “يرتكب رضوان الذي أجسّد شخصيته في العمل جريمتي قتل وسرقة بالاتفاق مع شقيقته التي يزوّجها لأحد المقربين، وبعدها تدور الأحداث مع الزمن وصولا إلى النهاية الحزينة”.
وأوضح الرحبي أنه اشتغل مع المخرج عبدالغني بلاط على الشخصية لتقديمها بالصورة المناسبة وفق الشرط الإنتاجي المتوافر، لكونها تتضمّن ثلاث مراحل زمنية تختلف معها حالته المادية ابتداء من الصغر مع الفقر وبعدها الصبا في وسط العمل وصولا إلى النضوج والغنى المادي.
ويشير الرحبي إلى ضرورة أن تتطوّر الدراما السورية من ناحية الجودة في الصورة مع الحفاظ على الأهمية الفكرية مواكبة لذوق المشاهد العربي الحالي الذي بات يطالب بأعمال ذات مستويات عالية في الصورة الفنية.
ولا يخفي الرحبي قلقه إزاء مستقبل الدراما السورية لكونها باتت موجّهة بشكل أساسي للمشاهد السوري دون سواه مع توجه عدد كبير من العاملين في الدراما السورية إلى الدراما العربية، سعيا وراء مكاسب مادية وفنية ما ينعكس سلبا على الدراما المحلية.
ويؤكّد الرحبي أن عودة الألق للدراما السورية واستعادة مكانتها الرائدة في الوطن العربي تستدعي برنامجا وطنيا شاملا ينطلق من أهمية هذا القطاع، ويحقّق شروط إنتاجه ومتطلباته كصناعة وطنية.
وعبّرت الفنانة ريم زينو عن سعادتها بالمشاركة في العمل بشخصية إشكالية، تعدّ الأولى من نوعها في مسارها الفني، وعنها تقول “تظهر شخصية هدى في كل مراحل العمل، وهي فتاة طيبة. ولكن بسبب دهاء شقيقها تدخل في طريق غريب عنها ولا يشبهها، الأمر الذي يورّطها ويؤدّي بها للتسبّب في المشكلة الرئيسية بالمسلسل، والتي على أساسها تتعقّد الأحداث وتتطوّر أفعال الشخصيات وصولا إلى النهاية”.
وبعيدا عن الرؤى الفنية التي يمكن أن تحملها الأعمال الدرامية تجد الفنانة السورية الشابة أن مهمة الدراما التلفزيونية، هي تقديم مادة فنية جيدة وممتعة دون أن تكون لها آثار سلبية على المشاهد.
ورأت ريم أن عدد النجوم الكبير الذي يشارك في مسلسل “بعد عدة سنوات” منحه جمالا خاصا، حيث أن جميع الفنانين مستمتعون بالعمل مع بعضهم من خلال التفاهم بينهم، لاسيما أن المخرج ينتمي للجيل المخضرم الذي يذكّر الجميع بأجواء العمل في زمن الفن الجميل.
ونوّهت زينو باستمرار مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي بسوريا في العمل رغم كل الظروف الراهنة، متمنية أن يتطوّر عملها ويزدهر في المستقبل بما تستحقه الدراما السورية ويليق بما كانت عليه من تفوّق.
وتلعب الفنانة نانسي خوري دور الفتاة العاشقة، وعنه تقول “أجسّد شخصية هند التي تعيش قصة حب، وهي تمرّ بعدة مراحل عمرية من بداية العمل وحتى نهايته مفسحة المجال للحب كي يغيّر مجرى حياتها، رغم تغيّر شكله وتبدّل تفاصيله مع الوقت”.
وأوضحت أن شخصية هند تتمحور حول التحوّلات والتبدلاّت التي تطرأ على شكل الحب مع التقدّم في العمر بسبب تطوّر الشخص بأكثر من طريقة دون أن يفقد الحب حقيقته وقيمته.
ولفتت إلى أنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع المخرج بلاط، مبيّنة أن أجواء “بعد عدة سنوات” مريحة بين الجميع وخاصة مع الفنان سعد مينة الذي تجمعها أغلب المشاهد معه، إضافة إلى الراحة التي وفّرها لها طاقم العمل وخصوصيته في دمشق.
وأكّدت أن كل شركات الإنتاج الفنية العاملة داخل سوريا في القطاعين العام والخاص، بات يعوّل عليها اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للنهوض بالدراما المحلية عبر رفع سوية الأعمال المنتجة من جميع الجوانب الفنية.
وأعربت خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية عن أملها بأن تعود الدراما السورية إلى سابق عهدها وازدهارها، معتبرة أن أغلب الأعمال التي تنتج حاليا لا تتناسب مع مكانة هذا الفن.
أما الفنانة روبين عيسى التي تؤديّ شخصية المحامية أميرة، فتقول عن دورها “أميرة هي الابنة الوحيدة لأبي نورس رب العائلة التي يدور العمل حولها، وهي محامية قوية الشخصية تحصل على درجة الدكتوراه، وتكرّس نفسها لعائلتها التي تتمسّك بها مشابهة في ذلك والدها”.
وأوضحت روبين أن عائلة أبونورس تظهر في بداية العمل بأجواء عائلية حميمة بين كل أفرادها المتعاضدين مع بعضهم مع تصوير همومهم البسيطة التي تكبر مع الوقت، لتتغيّر مصائرهم جراء تحوّلات أصابتهم مع باقي شخصيات المسلسل.
وعبّرت عيسى عن سعادتها بالمشاركة في هذا العمل، وقالت “هناك تقاطعات كثيرة بيني وبين شخصية أميرة، وخاصة فيما يرتبط بأفكارها حول الدفاع عن قضية المرأة ودورها في المجتمع، لذلك أحاول تأديتها بكثير من المتعة بالتعاون مع المخرج بلاط الذي يستمع لنا كممثلين ولاقتراحاتنا بما يخدم تأدية الشخصيات ومشاهد العمل”، لافتة إلى أن الفنانين والفنيين المشاركين يخلقون أجواء عمل لطيفة خلال التصوير ما ينعكس على سوية المسلسل ككل ليكون أقرب للعائلة السورية ومنها العربية.
ومسلسل “بعد عدة سنوات” عمل اجتماعي يرصد حياة شخصياته منذ فترة نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، وصولا إلى اليوم مع وجود قصص حب ونماذج من العلاقات الودودة بين أفراد العائلة والجوار.
ويشارك في بطولة العمل كل من الفنانين علي كريم وسعد مينة وديمة قندلفت ووسيم الرحبي ومحمد حداقي وعلا الباشا وريم زينو ونانسي خوري ورنا عضم ولمى بدور وسوار الحسن وهبة زهرة وآخرين.