نكث الإسرائيليون بصاحبهم* د. عبدالهادي الصالح
النشرة الدولية –
يتسابق المرشحون للرئاسة الأميركية في كسب إسرائيل والموالين لها، وفي ذلك يتساوى بايدن وترامب، لكن الأخير كان معهم سخيا جدا! وبوتيرة متسارعة، كانت إسرائيل تسعى لها خلال العقود الماضية، فقد عمل ترامب على الاعتراف بالجولان السورية أرضا إسرائيلية، ونقل سفارة بلاده إلى القدس، وتم الاعتراف بالقدس الشريفة عاصمة لدولة الاحتلال، وصمم «صفقة القرن» لضم مزيد من الأراضي الفلسطينية لإسرائيل، وضغط ترامب لمزيد من دول التطبيع العربي- الإسرائيلي، مع ابتزاز المال العربي تعهد أن تبقى دائما إسرائيل متفوقة عليهم في السلاح الجوي، لكن ترامب أيضا اشتهر بنقضه الاتفاقيات والمواثيق الدولية، حيث أعلن قطع العلاقات مع منظمة الصحة العالمية، وانسحب من اتفاقية الأجواء المفتوحة للمراقبة الدولية، كما انسحب من المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة التقليدية التي تقيد بيع أسلحة إلى جهات متورطة في جرائم حرب، وانسحب من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا.
وانسحب أيضا من اتفاقية باريس للمناخ، كما انسحب من مجلس حقوق الإنسان، ووقع أيضا على الانسحاب من معاهدة الصداقة بين أميركا وإيران المبرمة منذ أيام الشاه.
وانسحب من الاتفاق النووي الإيراني، مما أعاد التوتر إلى الإقليم، وأدى إلى انقسام التحالف الأوروبي.
وعلى الرغم من أن كل ذلك جرى من أجل عيون إسرائيل، إلا أن الاسرائيليين يبدو أنهم لايأمنون أن ينقلب صاحبهم عليهم أيضا، فتخلوا عنه حتى جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية كما هي الآن.