الانتخابات الأميركية: الدبلوماسية تفوز* طايل الضامن
النشرة الدولية –
منذ اليوم الأول الذي استلم فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئاسته عام 2016 بدأت حياة سياسية صاخبة عاشتها الولايات المتحدة والعالم، من قرار نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة، الى الانسحاب من الاتفاق النووي الايراني، واتفاقية المناح.. إلى قصة حقن مصاب كورونا بالديتول والتعامل بإستخفاف مع الوباء..!.
كثير من الناس، أعجبوا بشخصية ترمب دون أن يؤيدوا قراراته، لكن مبررهم في ذلك أن الرجل كان واضحاً في تعامله مع كثير من الملفات دون ارتداء أي قناع، فهو لم يأبه لوسائل الدبلوماسية أو حتى بالاتفاقيات الدولية وقد عبر عن الوجه الحقيقي للسياسة الأميركية، اذ أنه كشف عن كثير مما كان يدور تحت الطاولة، ولم يكترث في إهانة حلفائه سواء في الداخل الأميركي أو حتى من زعماء دول العالم، وهذا الرؤية الى حد ما منطقية، وواقعية.
ترمب لم يقم وزناً للقانون الدولي، ولم يحترم كثيراً من الشعوب العالمية، بل أن الأقليات في بلاده لم تنجو من سياسته العنصرية، سواء من السود أو المسلمين أو اللاتينيين الذي هدد بتهجيرهم من البلاد. فهو لم يستطع إخماد الشغب الذي اندلع ضد عنصرية الشرطة بل هدد المتظاهرين بالجيش وقوة السلاح..!.
رحيل ترمب، يعني كثيراً من الأمور ستتغير، فهو ليس كما يقال أنه لا فرق بين رئيس ديمقراطي أو رئيس جمهوري، فعلى الصعيد العربي، لن يتخلى الرئيس المنتخب جو بايدن عن الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي، وسيتعامل مع القضية الفلسطينية على هذا الاساس، وقد اعلن عن تمسكه بحل الدولتين، كما سيعيد تنشيط الوكالة الدولية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» الذي حاول ترمب تجفيفها (..).
بتولي جو بايدن رئاسة أميركا، كثير من الزعماء العرب سيفقدون حليفاً مهماً دعمهم الى أبعد الحدود في ملفات كثيرة، يعارضها الرئيس المنتخب، والذي أعلن مواقفه تجاهها خلال حملته الانتخابية، وهذا يعني أنه علينا أن نتابع مطلع العام المقبل كيف ستتغير السياسة الأميركية في المنطقة.
خسارة ترمب تعني خسارة كبيرة للكثير من الرسميين في العالم العربي، في وقت أيدت فيه الشعوب العربية وفق استطلاعات للرأي لمؤسسة «يو جوف» البريطانية، فوز جو بايدن. كما أن الجالية المسلمة التي تعرضت للتهميش في عهد ترمب صوتت بكثافة لجو بايدن وفق دراسة لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية الذي توقع أن يتفوق عدد المسلمين في أميركا على عدد اليهود بعد عشرين عاماً.
أما عالمياً، فكثير من الدول تنفست الصعداء بخسارة ترمب، الذي هدد مصالحها بل حرش بعضها على بعض عسكريا، وتصريحاته حول عزم قصف مصر لسد النهضة الإثيوبي ليست بعيدة.. كما ان الدول الاوروبية تجد في بايدن أكثر انفراجا للعلاقات مع الولايات المتحدة التي ستستند بكل تأكيد على الاتفاقيات الدولية، بعد مغادرة الرئيس المشاغب.
نقلاً عن جريدة “الرأي” الأردنية