“غدي الأزرق… لن يكون العمل الاخير الذي أقرأه للصديقة ريما بالي* الشاعرة الفلسطينية أماني أبو صبح

النشرة الدولية –

العمل الأول الذي أقرأه للصديقة الجميلة ريما بالي، ولن يكون الأخير حتماً.

هذا عمل متقن، بناؤه متماسك، وشخوصه تفرض حضورها في ذهن القارئ؛ فلم تجعل ريما أي من شخوصها ثانوياً، كل كان له حضوره ودوره القوي في خلق بناء كامل ومتماسك للعمل.

لن أتعرض لتفاصيل العمل، هذا أتركه للقارئ حتى يتذوق جمال أسلوب ريما وهو يغوص معها في سردها للأحداث، لن أفسد على القارئ متعته. لكني سأتطرق لجماليات العمل.

أعجبني جداً اللغة الهادئة التي تكتب بها ريما، والتي تعكس كثيراً من جوانب شخصيتها الهادئة، لكن العميقة والشفافة. السلاسة التي تكتب بها ريما، تجعلك تشعر أنك أمام كاتبة تفهم مزاج قرائها، فأسلوبها في السرد سلس، يراعي حالات القارئ الشعورية وهي تتبدل خلال قراءة العمل، وتجدها عند كل منعطف في العمل، تمسك جيداً بخيوط عملها، وبالتالي تمسك بنبض القارئ لينضبط ووقع الأحداث التي تنساب بسهولة، حتى مع وقعها المؤلم في بعض الأحيان.

هذا التنقل الأنيق في أزمنة السرد، يعد من النقاط المهمة لي كقارئة؛ أناقة ريما في كتابتها وتنقلها الرشيق بين أزمنة السرد كان جميلاً جداً، وزاد جرعة التلذذ في قراءة العمل لديّ.

كقارئة، أولي جداً أهمية لإحساسي والحالة الشعورية التي يضعني فيها أي عمل أقرأه. رواية ريما، جعلتني أشعر بالمتعة، الحزن، الغضب أحياناً، الألم. الكاتب الذي يقدر على خلق كومة المشاعر هذه ويأخذ بيد القارئ نحو كل حالة شعورية بهذه الأناقة، هو برأيي كاتب أنيق وجميل.

هذا عمل جميل، متقن، ومتماسك. سعيدة بأن كان على قائمة قراءاتي لهذا العام، وسأنتظر أن أٌدرج غيره لريما على قائمة قراءاتي القادمة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى