نتنياهو وترمب وجهان لعنصرية واحدة.. هل يسقط المُرتشي المُحتال؟* محمد خروب

النشرة الدولية –

ما تزال لائحة الاتهام التي وُجّهت رسمياً لرئيس حكومة العدو نتنياهو, تُطارده وتقلّص من هوامش مناوراته التي لا تتوقّف, خاصة مع اقتراب موعد محاكمته في الشهر الأول من العام القريب وجاءت هزيمة صديقه الأميركي ترمب، لتزيد من مخاوفه وتدفعه لخيارات سياسية يتعذّر عليه من خلالها, التهرّب من الوقوف في قفص الاتهام ومواجهة المحكمة كأول رئيس وزراء ما يزال في منصبِه تتمّ محاكمته بتهَم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، فيما كان سلفه ايهود أولمرت استقالَ قبل أن يُحاكَم ويُسجَن.

لا مبالغة في القول أنّ هزيمة ترمب شكّلت هزّة سياسية في كيان العدوّ لأنّ معظم أحزابها وساستها رهنوا خططهم وبرامجهم السياسية والحزبية وخصوصًا الانتخابية, على ما سيحدث في الثالث من تشرين الثاني أميركياً وكانت معظم توقّعاتهم تشير إلى استمرار ترمب في موقعه، وفي مقدمتهم نتنياهو تحديدًا الذي كان وضَع نصب عينيه الذهاب إلى انتخابات رابعة في أقل من عامٍ ونصف, إذا ما وعندما يفوز ترمب، ليس فقط لصرف أنظار الجمهور الصهيوني في إسرائيل إلى مواضيع أقل احتقاناً مما عليه المشهد في دولة العدو الآن، وبخاصة تبعات فشل نتنياهو في معالجة جائحة كورورنا وتبعاتِها الاقتصادية والاجتماعية، وإنّما أيضاً التخلّص من تَبِعات تحالفه مع حزب كاحول لافان, الذي يُهدّد رئيسه غانتس بفكّ الائتلاف والتفاوض مع أحزاب المعارضة للتصويت على سحب الثقة من الحكومة, وإجبار نتنياهو على الذهاب لانتخابات كنيست مبكّرة, إذا لم يتمّ إقرار ميزانية الدولة لعامين مقبلين (يقترح نتنياهو ميزانية لثلاثة أشهر أو أقصاها لستة أشهر), وهذا ما كان يخيف نتنياهو، إذ كانت استطلاعات الرأي تمنح حزبَه مقاعد أقلّ من ثلاثين، وترفع من حظوظ خصمه اللدود نفتالي بينيت زعيم حزب “يمينا” الذي استمرّ في احتلال المرتبة الثانية بعد الليكود, وربما يتجاوز العشرين مقعدًا إلى تخوم الأربعة وعشرين مقعداً، ما يضع نتنياهو أمام حزب المُستوطنين والأكثر يمينية وفاشية من الليكود, وباقي كتلة اليمين الحريدي والصهيوني المتطرّف.

تأخُّر نتنياهو في إرسال برقية تهنئة للرئس الأميركي المُنتخَب بايدن كان لافتاً، إذ كان نتنياهو وما يزال يخشى ردّ فعل ترمب الذي لا ينسى ولا يغفر, وهو أقرب إلى عقلية المقامر البلطجي ورجل الكاوبوي منه إلى رجل سياسة ومنافس شريف. لهذا لم يَذكُر نتنياهو في برقيته إلى بايدن لقبه كـ”رئيس منتخب”, بل كانت برقية بروتوكولية عادية حفلت بعبارات عمومية تذكر بايدن بصداقته التاريخية ودعمه لإسرائيل..في الوقت ذاته الذي أبرق لترمب بحرارة وحماسة شاكراً له صداقته الشخصية ودعمه له ولإسرائيل واتفاقيات السلام التاريخية, وغيرها من عبارات النفاق الصهيونية المعروفة.

احتمالات ذهاب الكيان الصهيوني لانتخابارت مبكرة باتت مؤكدة وإن في الربيع المقبل, لكن مستقبل نتنياهو لم يعد مضموناً كما لو كان ترمب..فاز, لأسباب عديدة لا تتسع المساحة لذكرها الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى