أسرار جوهر حيات: متساويات مع الرجال على الورق لكن الواقع مُغاير
النشرة الدولية –
حقوقنا على الورق متساوية، ولكن الواقع مغاير، هكذا وصفت عضوة مجلس ادارة جمعية الشفافية الكويتية والكاتبة ورائدة الاعمال اسرار جوهر حيات المساواة بين الرجال والنساء في البلاد، مبينة ان المرأة متضررة لكونها تقع خارج حلقة التواصل غير الرسمية التي يستفيد منها الرجال وهي «الدواوين»، حسب مقابلة لها أجرتها الزميلة، أميرة بن طرف، بجريدة القبس الكويتية.
ولكون جوهر حيات لديها خبرة طويلة في القطاع الخاص، كشفت في لقاء مع القبس، ان هذا القطاع يضم كفاءات نسائية ولكن لايزال تمثيلهن في مجالس ادارات بعض الشركات والمؤسسات ضعيفا، هذا فضلا عن ان تقلدهن المناصب القيادية في القطاع الحكومي لا يتجاوز 15%.
ورأت ان اقرار الحقوق السياسية للمرأة كان بالفعل بوابة للنساء لتحقيق اغلب مطالبهن في مجالات كالسكن وغيرها، الا ان قلة عدد المقاعد النيابية للنساء اضعفت هذه المطالب، مبينة ان الكوتا طريق لزيادة التمثيل النسائي في البرلمان.
في ما يلي نص اللقاء:
-
هل للمرأة حقوق متساوية مع الرجل في مجال السياسة وريادة الأعمال؟
– قد تكون على الورق الحقوق متساوية في مجالات السياسة وريادة الأعمال، ولكن في الواقع ليس هناك تساوٍ. وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو وجود المرأة خارج حلقة التواصل غير الرسمية التي يستفيد منها الرجال، والتي هي الديوانية، وكذلك خارج التجمعات السياسية، مما يجعل حظوظ المرأة ضئيلة جدا في الحصول على المقاعد النيابية بسبب الاعراف والتقاليد التي تعطي الرجل هذا الحق وتضعفه بالنسبة للمرأة، والمرأة الكويتية على الرغم من كفاءتها وتميزها في كل المجالات، فإن نسبة تبوؤها الوظائف القيادية بالدولة هي %15 فقط، هذا بالاضافة الى ان نسبة حضورها في مجالس ادارات الهيئات والمؤسسات والبنوك والشركات والمناصب القيادية ضعيفة جداً.
-
لك خبرة طويلة بالقطاع الخاص، كيف تقيمين حضور المرأة في هذا القطاع؟
– حضور المرأة ككفاءة وانتاج مميز جداً وواضح، ولكن كعدد في المناصب القيادية فهو ضعيف، حيث إنه لايعكس جهودها المبذولة ولا العدد الفعلي الداخل بالانتاج، بالتالي يولد لديها الاحباط والتوجه للتقاعد المبكر.
تعزيز الشفافية
-
لك عضوية في مجلس ادارة جمعية الشفافية الكويتية ، كيف تجدين ان تعزيز الشفافية يسهم في تمكين المرأة؟
– بما أني عضوة في مجلس ادارة جمعية الشفافية الكويتية فاني أود أن أؤكد أن المساواة بين الجنسين هي أحد العناصر المهمة لتقييم أي دولة من ناحية مدى نزاهتها وابتعادها عن الفساد، وللاسف فإن المرأة هي ضحية للفساد كما انها جزء مهم في محاربته، وهذا واضح في عدة دول في العالم، حيث إن وجود المرأة في مناصب اتخاذ القرار يعزز من وجود الحوكمة ويقلل من الفساد ويزيد من النزاهة والشفافية.
- ايضا في هذه النقطة لك رأي أن المرأة مهمشة من التمكين من بعض المناصب الحكومية، لان الفكرة السائدة «ان المرأة تمشي سيدة»، حدثينا عن ذلك؟
– هناك كثير من الدراسات تثبت أن المرأة أكثر شفافية وأقل فساداً من الرجل، وأذكر منها دراسة نشرت في 2007 قام بها معهد الدراسات الاجتماعية واستعانت «الشفافية الدولية» بها بأحد تقاريرها، كما ان ما أن ماذكرتِه بسؤالك أن ضعف تمكين المرأة هو بسبب أنها «سيدة» فهذا ما أثبتته كثير من الدراسات، وكذلك هي قناعة خاصة لدي وذكرتها في أحد مقالاتي.
فارق الرواتب
-
البعض يتحدث عن فارق الرواتب بين الرجل والمرأة في البلاد، ما تعليقك؟
– يمتاز الرجل بعدة مزايا تفوق المرأة في الكويت لذكوريته بالرغم من جهود المرأة المبذولة في جميع الميادين.
-
هناك عدة مشاريع حكومية تسهم في دعم المبادرات الاقتصادية، كيف هو اقبال العنصر النسائي على هذا القطاع؟
– للمرأة حضور واضح في هذه المبادرات، وبما أن المرأة عنصر أساسي في المجتمع والتنمية فهي فرضت وجودها في كل المجالات، منها السياسي والاقتصادي وكذلك الاجتماعي والثقافي والرياضي، ومن ناحية المبادرات الاقتصادية نرى وجودها قويا في شتى أنواع المبادرات وأحجامها ومشاركة المرأة تأتي من كل الأعمار.
-
مقبلون على انتخابات برلمانية، كيف تقيمين حظوظ المرأة بالفوز بمقاعد نيابية؟ وما توقعاتك؟
– باعتقادي ستكون حظوظ المرأة كبيرة في انتخابات 2020 باذن الله، وأتمنى أن يكون هناك تمثيل نسائي قوي في المجلس المقبل، وأن تكمن قوته بكفاءة وأداء من يصل للمقعد وليس فقط بالعدد، كما اتطلع الى أن تكون نسبة تمثيل المرأة في المستقبل القريب تعكس نسبتها في المجتمع، أي النصف تقريباً %50.
فوز نيابي
-
ما أهم أسباب عدم تحقيق المرأة الفوز كما كان الحال في 2009 بأربعة مقاعد نيابية؟
– ذلك يرجع للحماس الشعبي لدعم المرأة عند اقرار حقها السياسي، فكان تعبيرا عن الفرحة التي صحبت هذا الاقرار، وتراجع بسبب غياب الأحزاب السياسية، كما أن الصوت الواحد والمحاصصة والتشاوريات تعتبر عوامل مؤدية لهذه النتيجة، وأيضاً هناك عامل أساسي آخر وهو غياب الكوتا النسائية.
-
البعض كان مؤمنا بأن اقرار الحق السياسي للمرأة سيكون بوابة لحصول المرأة على مطالبها الأخرى، فهل استطاعت المرأة أن تحقق شيئا من مطالبها الأخرى؟
– نعم حققت الكثير، خصوصا في نشر التوعية وتغيير بعض القوانين في الجوازات والجنسية والسكن، الا ان ضعف حصول المرأة على عدد مجزٍ من المقاعد النيابية ادى الى عدم ايصال صوتها وعدم تحقيق جميع مطالبها .
-
ما تقييمك للتجربة البرلمانية النسائية؟ وايضاً التجربة الوزارية؟
– تقييم المرأة في التجربة الوزارية أسهل على اعتبار ان الوزير منصب تنفيذي، وشهدنا عدة وزيرات تركن بصمة ايجابية، أما التجربة البرلمانية فهي مختلفة كونها تشريعية ورقابية، وتعتمد على التحالفات والمقايضات، وهنا أود أن أذكر أن النائب ممكن أن يبرز دوره ونجاحه بمدى تجاوبه مع المواطن وقضاياه وتعاونه مع جمعيات النفع العام.
-
هل صحيح ما يردده البعض أن المرأة محاربة لكونها امرأة فقط؟
– صحيح، ولكن بالطبع هناك فئة واعية ومثقفة لايستهان بها لا تؤمن بالتمييز وفقا للجنس، وبرأيي فإن هذه المحاربة نتيجة للمجتمع الذكوري الذي نعيش فيه، حيث إن المرأة وتفاصيل حياتها تكون تحت المجهر بعكس الرجل فمجتمعنا لايقيس الجنسين بمسطرة واحدة.
-
كيف توصل المرشحة صوتها للناخب لاقناعه في ظل الظروف الحالية؟
– عن طريق المحتوى الذي تقدمه على قنوات التواصل الاجتماعي، المحتوى مهم، والصدق في الطرح كذلك مهم، كما ذكرت سابقاً المواطن واعٍ، ولدينا شريحة كبيرة من الشباب التي تميزما يعرض عليها، نحن بحاجة لمن يشبهنا بهمومه وقضاياه وأولوياته ووطنيته وانسانيته، كما أن هناك عدة منصات تساعدنا على تقييم النواب السابقين والمرشحين الجدد، ومنها منصة مضاوي التي تدعم وتساند جميع المرشحات النساء.
حظوظ المرأة برلمانياً
بينت جوهر حيات ان حظوظ المرأة في البرلمان المقبل ستكون كبيرة، مرجعة ذلك الى وعي المجتمع الكويتي وطفو قضايا الفساد على السطح أخيرا، والتي ولدت غضبا وفزعة عند الكويتيين نحو الاصلاح والتنمية والحفاظ على البلاد وانتشالها من الغرق باتجاه التطور والرقي، بالاضافة لرغبة المجتمع بالتغيير الى الأفضل.
الكوتا
بينت جوهر حيات انه يجب دعم النساء الكفؤات واللواتي لديهن المقدرة على تمثيل ناخبيهن عن طريق الكوتا، معتبرة ان الكوتا حل مرحلي لمشكلة ضعف مشاركة النساء في الحياة السياسية ومراكز صنع القرار، وانها خطوة مهمة لافساح المجال أمام المرأة الكويتية للوصول الى البرلمان والمناصب القيادية في الدولة، مما يعزز دورها في التنمية ورفعة الوطن يداً بيد مع أخيها الرجل.
كلمة للمرأة قالت جوهر حيات:
لأختي المرأة، لا تضعي حداً لطموحك، استمري بالعمل والتعلم والتميز والاصرار على النجاح، وضعي الله ووطنك بين عينيك، واختاري الأفضل ليمثلك في مجلس الأمة بناء على قناعتك الشخصية المبنية على دراسة وافية للمرشحين في دائرتك.