عن ظاهرة “الأصهار”: صِهران سَقطا.. والثالث مُطارد بـ”العقوبات”* محمد خروب
النشرة الدولية –
ثمة تداعيات مُتدحرجة لهزيمة أسوأ وأكثر رؤساء الولايات المتحدة عنصرية,جهلاً وغطرسة. وبالتأكيد لن تقّتصر تداعيات كهذه على الداخل الأميركي, الذي انكشف على أبشع ما يمكن للمرء تخيّله عن الدولة التي قيل فيها وعنها الكثير, حتى بدت لمخدوعين كُثر كأنها “الجنّة على الأرض”, وبدا الحُلم الأميركي.. “حُلماً عالمياً”, تشترك فيه شعوب المعمورة, التي يصطفّ أفرادها على أبواب سفاراتها طلباً لـِ”تأشيرة”.
أولى تداعيات هزيمة ترمب (وليس الترامبية كما يعتقد البعض) هو تراجُع حضور “كبير مستشاريه”, ونقصد “صهره” اليهودي/الصهيوني المُتطرف.. جارد كوشنر, الذي خلع عليه صفة ووظيفة لا تتناسبان مع خبرته وسِنّه, وخصوصاً أنه (كما “عمِّه”) سمسار عقارات غضّ بلا خبرة سياسية, ومع ذلك تم تسليمه “ملف” أكثر القضايا العالمية عدالة بل وتعقيداً وهي القضية الفلسطينية, حيث تحالف المُستعمرون. قديمهم والحديث مع الصهيونية العالمية, لتشريد شعب من أرضه وإقامة كيان استعماري/استيطاني/إحلالي, على أسس عنصرية وخزعبلات وأساطير مُخترَعة, لم تنجح كل المحاولات الكاذبة لـِ”حلّها”, بعد ان إعتمد الوسطاء “النزيهون” الرواية الصهيونية المُؤسطرَة, وقيامهم بتسليح كيان العدو وتمويله وتعهدوا بضمان تفوقه العسكري “النوعيّ” على كل العرب.
يُضاف الى صَهر ترمب…صِهر آخر ظهر وبما يُشبه الصدفة مع سطوع نجم كوشنر, وإسمه “بيرات البيرق” صهر رئيس شرق أوسطي, لا يختلف خطابه القومي الشعبوي المُتطرف وشهيته التوسعية عن ترمب, وهو الرئيس التركي أردوغان الذي “صَعَّدَ” صهره الى مواقع سياسية متقدمة, يفتقِر لأي مؤهلات مُقنِعة لتولي مناصب رفيعة كوزارة الطاقة (ولاحقا حقيبة الخزانة والمالية), والتي شكّلت بالنسبة لـِ(الصِهر) فرصة سانحة لتعظيم ثروته, عبر “تحالفه” مع تنظيم داعش, وعقده صفقات ضخمة لشراء النفط السوري الذي سيطر داعش على حقوله, مقابل أسعار (تشجيعية), ليبيعها “الصهر” داخل تركيا دون اعتراض اميركي.
سقوط صهر أردوغان لم يكن مجرد تعبير عن فشل “الصهر” في موقعه وزيرا للمالية, بقدر ما كان “إقالة” من قبل “عمِّه” الرئيس, الذي رآه “كبش فداء” بتحميله مسؤولية الإنهيار الإقتصادي وسقوط الليرة التركية وارتفاع نِسب التضخم والبطالة, خاصة بعد إقالة اردوغان حاكم البنك المركزي، ولم يَعد احد يشتري رواية استقالة الصهرلدواعٍ صِحيّة.
يبقى الصهر الثالث…الذي برز كـ”صِهر” فترة صعود نجمَيّ كوشنر والبيرق, وهذه المرّة من باب أن “عمّه” غدا رئيساً للجمهورية اللبنانية, ونقصد هنا رئيس التيار الوطني الحر… جبران باسيل, الذي لم يتوقّف تصويب خصومه ومُنافسيه عليه, بل محاولات اغتياله وشيطنته سياسياً, منذ دخول الجنرال ميشال عون قصر بعبدا رئيساً عام 2016, الى ان تم تتويج ذلك (أخيراً) بفرض إدارة ترمب عقوبات قاسية عليه, مُبرّرة ذلك (زوراً وتدليسا كما وصفها) بالفساد واختلاس الأموال وخصوصاً لأنه حليف لحزب الله. وقد كشف باسيل وبشكل علنِيّ انه تمّت مساومته أميركياً على ذلك (وفق روايته), لكنه رفضَ فكّ تحالفه مع الحزب, على نحو وجدت فيه إدارة ترمب المهزومة, فرصة لإبداء نوع من “الحضور” والهيبة….في أيام احتضارها الأخير.
نقلاً عن جريدة “الرأي” الأردنية