كارول كسبري: بايدن سيقلب موازين ترامب ولكن الملف الفلسطيني لن يغيره كثيرا

إعداد / ريهام يوسف عثامله

في حديث خاص وشيق مع الدكتورة كارول دانيال كسبري، المحاضرة في مجال حل النزاعات الدولية في جامعة جورج ميسن والباحثة في معهد الشرق الاوسط في واشنطن وهي نصراوية الأصل تعيش في الولايات المتحدة،

بما يتعلق بنتائج الانتخابات الامريكية وتأثيرها على السياسيات في منطقة الشرق الأوسط والعالم وقضايا مختلفة قالت في بداية حديثها ل “بكرا”: في عشرين يناير كانون الثاني سيؤدي بايدن اليمين كالرئيس ال 46 للولايات المتحدة، وفي اليوم الأول لأداء مهامه كرئيس الولايات المتحدة يخطط التوقيع على خمس مراسيم نهائية، أوامر تنفيذية ممكن ان تعكس العديد من سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب، الأولى هي اتفاقية باريس للمناخ وهي احدى الاتفاقيات التي انسحب منها ترامب واكد بايدن بانه سيعتمد على جهود أوباما التي وضعها لمكافحة تغيير المناخ كجزء من خطته ويطرح بايدن خطة طموحة جدا بقيمة 2 ترليون دولار لتحقيق اهداف خفض الانبعاثات الغازية من خلال بناء اقتصاد طاقة نظيفة وخلق ملايين الوظائف في هذا القطاع.

اما بالنسبة للمرسوم الثاني فهو سيلغي ادراء ترامب بسحب عضوية الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وسيعيد الانضمام لها خصوصا في ظل الوضع السيء الموجودة فيه أمريكا بسبب انتشار وباء الكورونا، المرسوم الثالث وهو الغاء حظر السفر للعديد من الدول الإسلامية التي فرضها ترامب مثل ايران وليبيا وكوريا الشمالية وفنزويلا وأيضا منع حينها ترامب مهاجرين ولاجئين مع تأشيرات من الدخول الى الولايات المتحدة وسيتم الغاء هذا الامر من قبل بايدن، وأيضا هجرة الأطفال غير الشرعيين الذين يولدون في الولايات المتحدة ويلغي سياسة الهجرة التي انتهجها ترامب وخامسا بصفته القائد العام للقوات المسلحة فسيسمح للمتحولين جنسيا ان يخدموا علنا في الجيش الأمريكي.

عودة الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات

وتابعت: بالنسبة لإيران لا يوجد امر معلن ولكن هناك توقعات وتكهنات بناء على تصريحات سبقة لبايدن، حيث اعلن انه مستعد للعودة الى اتفاق دولي تخلى عنه ترامب وهو الاتفاق النووي الإيراني بموجبه تخفف العقوبات عن ايران مقابل تقليص البرنامج النووي، بايدن اكد في فرص عديدة ان سياسة الضغط التي انتهجها ترامب أدت الى فشل كبير وتصعيد في التوتر في المنطقة مع الحلفاء الذين يعارضون هذه السياسة ويعتقد ان ايران الان اقرب الى امتلاك سلاح نووي مما كانت عليه قبل ترامب، وقال بايدن انه سيعود الى الاتفاق النووي اذا عادت ايران الى الامتثال الصارم وحينها يقوم برفع العقوبات.

محاسبة السعودية

ونوهت لـ “بكرا”: من المرشح ان ينهي بايدن دعم الولايات المتحدة للحرب التي تقودها السعودية في اليمن وسببت بارتفاع القتلى من صفوف المدنيين في اليمن الى بروز معارضة قوية جدا لمشاركة الولايات المتحدة في هذه الحرب خصوصا في الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي وأعضاء كثيرين من الكونغرس، المملكة العربية السعودية كانت اقوى حلفاء ترامب وهي حجر الزاوية في التحالف المناهض ضد ايران لذلك يرى الكثير من المحللين انه ممكن ان يتخلى عن السعودية وان يكون اكثر جرأة في انتقادها وممكن ان نرى تغيير جذري في الشرق الأوسط ممكن ان يكون اكثر ميولا لإيران واقل موالاة للسعودية بالتأكيد.

الملف الفلسطيني الإسرائيلي لن يغيره كثيرا

اما بالنسبة للموضوع الإسرائيلي الفلسطيني فأكدت انه لا يجب ان يكون الاتكال على بايدن بل على موضوع الوحدة الفلسطينية والانتخابات، وتابعت: علينا الا ننسى ان بايدن رحب بموضوع التطبيع بين الامارات وإسرائيل وبايدن مؤيد لإسرائيل ومدافع عنها حتى في حملته الانتخابية لم يتفوه بكلمة احتلال ومن غير المرجح ان يغير الكثير ولكنه مؤكدا لن يتبنى سياسات ترامب تجاه الفلسطينيين واتجاه عمليات الضم لانه بالنسبة لترامب المستوطنات لم تنتهك القانون الدولي تسامح معها وتحمس للخطط الإسرائيلية لضم أجزاء من الأراضي من جانب واحد، كما ان الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي أصبحت لديه تحالفات خارجية سياسية اكثر تطور واكثر تعاطف واتخاذ إجراءات اكبر بشأن الحقوق الفلسطينية واعتقد ان هناك مشاركة اقوى بكثير من المدافعين عن حقوق الفلسطينيين واكثر ممثلين سياسيين في الكونغرس ما يؤثر على المسألة ويجمد موضوع الضم.

بايدن، يمكن أن ينقذ السلطة الفلسطينية من السير في طريق تقاسم السلطة مع حماس

وأوضحت قائلة: بالنسبة إلى فتح، فإن فوز المرشح الديمقراطي، فان جو بايدن، يمكن أن ينقذ السلطة الفلسطينية من السير في طريق تقاسم السلطة مع حماس، وهو أمر من المرجح أن تعارضه كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية. أما في حالة فوز بايدن، فسيكون عباس حريصًا على تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة. وقد ترى قيادة عباس أيضاً فرصة مع بايدن لاستئناف عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة لدعم حل الدولتين. كما يبدو أن اقتراحه الأخير لعقد مؤتمر سلام دولي يوحي بالنسبة لقيادة عباس، بأن أي حكومة وحدة ستكون عقبة أمام الهدف المنشود للدولتين نظرًا لاعتمادها الشديد على الولايات المتحدة كوسيط ومانح وداعم سياسي. لذلك، يمكن القول إن السعي إلى حل الدولتين لا يتوافق مع المصالحة الوطنية، بالنظر إلى الولايات المتحدة وخاصة موقف إسرائيل ضد مشاركة حماس بأي شكل.

وتابعت: من المتوقع أن يتخذ بايدن عدة خطوات إصلاحية، مثل إيجاد طريقة لإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، واستعادة تدفق المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، وتجديد التزامها تجاه الأونروا، وربما إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية. ومع ذلك، سيتعين على الفلسطينيين دفع ثمن باهظ لإعادة العلاقات مع أمريكا إلى ما كانت عليه قبل عهد ترامب. لا يريد الفلسطينيون العاديون إعادة الوضع إلى ما كان عليه مع إسرائيل. فهم لا يريدون تنسيقًا أمنيًا مع إسرائيل يفشل في حماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين، أو العودة إلى مسار مفاوضات مفتوحة. السؤال هو ما إذا كان على الفلسطينيين دفع هذا الثمن. إن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما يريده الفلسطينيون هي من خلال منحهم فرصة للتعبير عن تفضيلهم من خلال انتخابات ديمقراطية.

عن موقع بكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى