“معضلة” الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة الأميركية في المستقبل بعد أن فشلوا في تحقيق النتائج المرجوة

النشرة الدولية –

ساهمت الضواحي في منح مرشح الرئاسة الأميركية، جو بايدن، “الفارق الأكبر ” في الأصوات بينه وبين منافسه الرئيس الجمهوري، دونالد ترامب،، بحسب تقرير لموقع “بوليتيكو” سلط الضوء على “المعضلة” التي سيواجهها الديمقراطيون في المستقبل بعد أن فشلوا في تحقيق النتائج المرجوة في المدن خلال هذه الانتخابات.

وكانت الحملة تعول على المدن الكبيرة في تحقيق فارق ضخم عن الرئيس الجمهوري، على أمل عدم تكرار سيناريو انتخابات، عام 2016، عندما أدى عزوف الناخبين في العديد من المدن الرئيسية عن المشاركة إلى فوز، ترامب، بالرئاسة.

وفي سباق، 2020، ساعدت الضواحي، وليس المدن، في زيادة الفارق الكبير بين المرشحين، وهو ما ساهم في رفع حصيلة بايدن في المجمع الانتخابي، وتعزيز توقعات فوزه بسباق الرئاسة.

وتشير البيانات إلى أنه في العديد من المدن في ولايات رئيسية، حققت حملة ترامب أداء أفضل مما كان عليه عام 2016.

ويعزو التقرير تحسن أداء ترامب في المناطق الحضرية جزئيا إلى أدائه في مناطق الطبقة العاملة التي يغلب عليها فئة البيض، ويشير كذلك، إلى أن حملته جمعت عددا أكبر من الأصوات من الأحياء التي تضم عددا كبيرا من السكان من أصول لاتينية، ومجتمعات الأميركيين من أصول أفريقية، لكن بدرجة أقل.

وتقول “بوليتيكو” إن، بايدن، فاز في معظم المدن الكبرى، ولكن عندما يقترن ذلك بأداء ترامب “الذي تحدى التوقعات” في المناطق ذات الغالبية اللاتينية في جنوب تكساس وفلوريدا، فإن هذا يرفع “علامة تحذير” للحزب الديمقراطي في السنوات المقبلة.

إد ريندل، حاكم ولاية بنسلفانيا الديمقراطي السابق، وهو أيضا عمدة سابق لفيلادلفيا، قال إن “أداء ترامب في انتخابات 2020 كان أفضل مما توقعته”، مشيرا إلى أن بعض الناس كانت لديهم مخاوف من أعمال الشغب وسط الدعوات لـ”إلغاء تمويل الشرطة”.

في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وديترويت في ميشيغان، حصل ترامب على إجمالي عدد من الأصوات، هذا العام، أكبر مما فاز به في عام 2016. في ديترويت، تشير النتائج إلى أن منافسه جمع 1000 صوت أقل من المرشحة الديمقراطية في سباق 2016، هيلاري كلينتون.

وفي ميامي، بولاية فلوريدا، فاز بايدن بالمدينة بفارق 19 نقطة مئوية عن ترامب، وهو أقل بنحو الضعف عن كلينتون التي فازت بها بفارق نحو 40 في المئة.

وحتى في المدن التي لا تحتد فيها المنافسة، لم تحقق حملة بايدن النتائج المرجوة. في شيكاغو، مثلا، يتوقع أن يكون الفارق لحملة بايدن أقل من كلينتون بعد الانتهاء من فرز جميع الأصوات.

ويشير التقرير إلى أن الفارق بين المرشحين كان فقط عشرات الآلاف من الأصوات في العديد من الولايات المتأرجحة.

وبذلت، حملة ترامب، منذ بداية السباق، جهودا كبيرة لاستمالة الناخبين السود واللاتينيين، من خلال بث إعلانات تلفزيونية في ولايات حاسمة، مع التركيز على مهاجمته بسبب دعمه تشريعا صارما ضد الجريمة والتشكيك في قدراته العقلية، وإبراز إنجازات ترامب.

وفي حين منحت المدن الكبيرة في الولايات الحاسمة العديد من الأصوات لبايدن، إلا أن الضواحي التي تزداد تنوعا وميلا للديمقراطيين، حققت الفارق الضخم له، مثل ضواحي بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان التي صوتت بقوة لصالح بايدن، بينما زاد الدعم لترامب في المدن الرئيسية.

ويقول التقرير إن عددا من ناخبي الضواحي ليسوا ديمقراطيين لكنهم متأرجحين صوتوا ضد ترامب.

وهذا الأمر قد يسبب مشكلة للديمقراطيين في الدورات الانتخابية المقبلة. وقد أثار أداء ترامب في المدن، بالإضافة لخسائر الحزب الديمقراطي في سباقات مجلسي النواب والشيوخ، جدلا بين الديمقراطيين “حول ما إذا كانوا قد اتجهوا أكثر من اللازم ناحية اليسار، هذا العام، أو لم يكونوا جريئين ومنظمين بما يكفي للحصول على المزيد من الأصوات من قواعدهم”.

وتشير وسائل إعلام أميركية إلى أن بايدن حصل على 306 أصوات في المجمع الانتخابي، مقابل 232 صوتا لترامب.

ويرفض، الرئيس الأميركي، حتى الآن الاعتراف بهذه النتائج، ويعتبر أن الانتخابات “تم سرقتها” بسبب “عمليات تزوير على نطاق واسع”.

وخرجت، السبت، مسيرات داعمة للرئيس الأميركي، في العاصمة الأميركية، واشنطن، ومناطق أخرى، وقد رفع متظاهرون خلالها شعارات من بينها “لا يمكن التسامح مع الفوضى والعنف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى