وفاة وزير الخارجية السوري…. بعد نصف قرن من “الدفاع” عن النظام
النشرة الدولية –
بعد خدمة النظام السوري لفترة تزيد عن 56 سنة، توفي، الاثنين، وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، عن عمر ناهز الـ79 عاما، تاركا سوريا وسط دمار غير مسبوق.
واتسمت أغلب محطات حياة المعلم، بدعم أسس النظام السوري، حيث ظل يدافع عن النظام منذ التحاقه بوزارة الخارجية قبل أكثر من نصف قرن.
وعند انطلاق الثورة السورية عام 2011، كان المعلم من أبرز المدافعين عن نظام بشار الأسد، وفي العام ذاته فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على وزير الخارجية السوري، لكونه أحد “المدافعين الرئيسيين” عن النظام السوري.
وقال مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية حينها، ديفيد كوهين، إنه “بناء على عقوباتنا التي تستهدف الحكومة السورية بأكملها، فإننا نمارس ضغطًا إضافيًا اليوم بشكل مباشر على ثلاثة من كبار مسؤولي نظام الأسد الذين يعتبرون المدافعين الرئيسيين عن أنشطة النظام”.
مسيرته المهنية
التحق المعلم بوزارة الخارجية السورية عام 1964، بعد تخرجه مباشرة من جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية.
وفي عام 1975 عين سفيرا لسوريا لدى جمهورية رومانيا، لمدة خمسة أعوام قبل أن يعين على رأس مديريات مختلفة بين 1980 و1990 في وزارة الخارجية.
وقد عُين سفيراً لدى الولايات المتحدة، في عام 1990، حيث قضى تسع سنوات، وهي الفترة التي شهدت مفاوضات السلام العربية السورية مع إسرائيل.
بعدها أصبح المعلم مساعدا لوزير الخارجية، سنة 2000، قبل أن يكلف بنيابة وزير الخارجية عام 2005، وكلف بإدارة ملف العلاقات السورية – اللبنانية في فترة حرجة من تاريخ العلاقات بين البلدين.
كلفه بشار الأسد، بجولات دبلوماسية زار خلالها غالبية العواصم العربية والتقى الكثير من الزعماء العرب، كما يشير لذلك موقع وزارة الخارجية السورية.
وفي عام 2006، عين المعلم، وزيرا للخارجية في نظام الأسد، واستمر كذلك حتى وفاته .
وخلال فترة ترأسه للدبلوماسية السورية، عمل المعلم على التقارب مع روسيا، التي قامت بدعم نظام الأسد في قمع الثورة الشعبية، ما أثار انتقاد المعارضين الذين رأوا في ذلك، تراجعا لدمشق لصالح موسكو حتى في الشأن العسكري.
ومن بين أشد المنتقدين، الكاتب السوري برهان غليون، الذي قال في إحدى اللقاءات الصحفية إن “القرار العسكري والاستراتيجي اليوم في سوريا، روسي بالدرجة الأولى”.
برهان غليون: “موسكو تدافع عن بقاء #الأسد لأنها تريد ان تحكم #سوريا من وراء شبحه، وتعطي لاحتلالها الصفة الشرعية، أي المحافظة أيضا على طبيعة الحكم الاستبدادية والمعادية للشعب، كما هو الحال في أي وصاية استعمارية.”
https://t.co/BfDT10Orcm— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) February 17, 2020
ولم تتغير مواقف المعلم منذ تدرجه في المناصب الدبلوماسية وحتى استلامه الحقيبة الوزارية.
ولا يزال السوريون يحتفظون له بتصريحاته المؤيدة لوجهة نظر النظام، ولا سيما ما تعلق بالمجازر التي عرفتها مناطق عدة في سوريا.
فمثلا عندما أشارت الأدلة إلى شن هجوم كيماوي في الغوطة على يد النظام السوري، عام 2013، خرج المعلم من على منبر الخارجية مؤكدا أن “المعارضة تنفذ تمثيلية”.
وعندما اعتبرت الفظائع التي ارتكبها النظام السوري في مدينة دوما عام 2015 مجزرة راح ضحيتها أكثر مئة مدني، قال المعلم إن النظام السوري غير مسؤول عما جرى هناك، وأن “قوى خارجية أرسلت مقاتلين لارتكاب تلك المجازر”.
توفي المعلم الاثنين، وترك نفس المشهد لبلد مزقه النزاع المسلح المستمر منذ 2011، والذي تسبب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وتشريد مئات الآلاف.