ترامب نسخه عربية مدبلجة.. والديموقراطية الأمريكية تحولت لسخرية* صالح الراشد

النشرة الدولية –

يتمسك رئيس الولايات المتحدة الحالي اليوم والسابق بعد شهرين دونالد ترامب بمنصب الرئيس، ويرفض الإعتراف بهزيمته في إنتخابات الرئاسة الأمريكية أمام جو بايدن، ومنذ البداية وترامب يغرد بأن الإنتخابات ستكون مزورة، ورفض الإقتراع بالبريد كون مستشاروه أخبره أن أنصار بايدن لن يذهبوا للإقتراع المباشر في ظل إنتشار وباء كورونا في البلاد، كما تحدث وغرد الخاسر عن أخطاء في الفرز وأعاد الفرز في بعض المواقع لتأتي النتيجة في غير صالحه مؤكدة صحتها ودقتها، ليصاب ترامب بالجنون كون الخسارة بسبعين مقعد في المُجمع الإنتخابي وهي خسارة مؤلمة وقاسية.

 

حكومة ترامب ترفض أيضاً إتباع العُرف الأمريكي بمنح الرئيس الجديد وفريق عمله الفرصة للإطلاع على التقارير السرية التي سيتعاملون معها في السنوات الأربع القادمة، كما يُظهر مدى تمسك ترامب بالكرسي، فيما بايدن يُصر على نزاهة الإنتخابات، وهذا أمر تعارف عليه الفائز في الوطن العربي دوماً يتغنى بنزاهة العملية الإنتخابية، ويرفض المساس بهيبتها لذا فإن ما نُشاهده في أميركا عبارة عن نسخة مدبلجة عن الإنتخابات العربية سواءً الرئاسية أو البرلمانية.

 

ترامب تحول خلال هذه الأيام إلى بلبل يغرد في كل صوب مع فارق أن تغريد البلبل يُطرب فيما نعيق ترامب يزعج مستمعيه ويجلب لهم الغثيان، بعد أن تحول ترامب إلى بطل التغريدات حتى شعرنا بأنه بلبل يقف على شجرة يسابق شروق الشمس منافساً الديك في كسر الهدوء وبث الحياة بين الناس، لكن هذه التغريدات المُضطربة جاءت لتغير نهج الديموقراطية الأمريكية بعدم الإعتراف بالخسارة القاسية والتاريخية التي تلقاها ترامب، فأخذ بالتغريد بأن ما جرى تزوير وتلاعب في نظام البريد لإسقاطه، فكاليغولا العصر القديم وصل بمرضه النفسي إلى أنه فوق البشر ووصل إلى مصاف الآلهة، وربما أصيب ترامب كاليغولا العصر الحديث بذات المرض فاعتقد أن الجميع يحاربه ولولا دولة القانون في أميركا لربما سار على طريق سيده وملهمه كاليغولا في محاسبة منافسيه ومعارضيه.

 

ترامب استنهض مؤيديه للخروج للشوارع وهذا ما حصل في العاصمة حين شاركت أعداد كبيرة ترفض نتيجة الانتخابات وتعتبر ما حصل سرقة وطالبوا لتطبيق شعار ترامب ” إجعلوا أميركا دولة عظيمة” ، ليوجهوا والرئيس الخاسر طعنة نجلاء إلى الديموقراطية الأمريكية التي تحولت إلى مادة ساخرة في الإعلام العالمي، وتوجهت جماهير ترامب صوب ساحة الحرية التي ستفقد إسمها وشرعيتها في حال عدم الإعتراف بالشرعية الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button