وزراء “تزهو بكم المناصب” لا حاجة للوطن بكم
بقلم: صالح الراشد

نستغرب في العديد من الأحيان تعيين وزير من خارج تخصص وزارته، ليكون الشعور العام بأن هذه المناصب تشريف لا تكليف، وأحيانا يكون الوزير من ذات التخصص لكنه نسبة ذكائه لا تكون مرتفعة، ورغم ذلك يصيبنا الصداع من كثرة المنافقين الذين يباركون يقولون للوزراء الجديد “بكم تزهو المناصب”، وهذا يوجب إخضاع الوزراء لإختبارات الذكاء والمعرفة والقدرات، لأننا مللنا من أنصاف الوزراء ولا نُريد وزراء تقليد بل صناعة أصلية وفكر متقد، لذا نجد أن غالبية المهام في عصر وزراء “التيك أوي” تقع على كاهل الأمين العام، فهو من يتحمل مسؤولية التكليف والعمل ووضع البرامج والخطط، فيما يكتفي الوزراء بالقول جميل ورائع ومناسب، ثم يتحدثون أمام الإعلام بما فعل الأمين العام مانحين أنفسهم دور البطولة الفعلية على الرغم أنهم في غالبيتهم ضيوف شرف، يتقاضون رواتب مجزية على لعب دور ثانوي يقتصر على الظهور أمام الكاميرات والمشاركة في المناسبات، فيما اللاعبون الرئيسيون لا يحظون بالتقدير المناسب ويقبعون في الظل.

هذا هو واقع الحال في وزارات الاردن القائمة على التوزيع الجغرافي وأحياناً الحزبي، وليس حسب الكفاءة والعمل بالإختصاص، ولو كان العمل تكليف لوجب على الوزراء أن يمتلكوا إجازة في المجال الإداري والتخصص المنوط بهم إدارته، وهذا أمر حتى لا نظلم أحد نادراً ما يحصل، ليكون المردود السلبي هو المحصلة النهائية من عمل الوزراء ، وبالتالي فإن اختيار الوزراء يجب أن يكون مسؤولية مشتركة بين مؤسسات الدولة مجتمعة، وتقع هذه المسؤولية في النهاية على كاهل الرئيس، الذي عليه أن يُدرك حاجته لقدرات فردية لكل وزير ضمن فريق العمل حتى يصنع الفكر الشمولي والعمل التكاملي والإضافات التي قد يُثري بها الوزير الوزارات المختلفة، ومنها وزارته في المقدمة.

وأدرك بأن ما أقوله حلم جميل لا يتم تطبيقه في الوطن العربي القائم على المعرفة والحلقات الضيقة والمحاصصة في اختيار الوزراء، ليكون الإختيار في المحصلة عشوائي أو ضمن صفقات الجوائز المعدة للأحزاب والأشخاص والعشائر، لكن ليس من خلال الخبرة والمعرفة والاضافات المتوقعة، لذا فإنه من الأفضل في حال استمرار الوضع على ما هو عليه أن يتم منح صلاحيات الوزير للأمين العام ، على أن يبقى الوزير في الواجهة بأناقته وعطره وهدوء حديثه كواجهة أنيقه فقط، مع التركيز على أن لا يكون له أي دور تنفيذي، وأعتقد ان هذا أصلح للعمل لا سيما أن بعض الوزراء يُعتبرون حجر عثرة في حال تدخلهم وتعنتهم، لذا فنصيحتي لمن على هذه الشاكلة أن تنال راتبك وتستمتع بلقب “معالي” ثم تغادر بهدوء كما حضرت بهدوء.

آخر الكلام

كالعادة لا أقصد وزير بشخصه إلا من شك بنفسه، فهو أعلم بذاته مني ومن الآخرين، وهو يدرك أنه ليس أهلاً للمنصب المتواجد فيه، وندرك أنه لا يوجد من يملك الجرأة ليستقيل، لذا فعلى من يشك بنفسه الإبتعاد عن الخوض في القضايا الهامة وتركها للأمين العام الأخبر في مجال وزارته.

زر الذهاب إلى الأعلى