الدم والشهداء يصرخون .. يسقط التطبيع!
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

تصيبنا الدهشة جراء الإنبطاح العربي والحبو المُهين صوب تل الربيع المحتلة، وكأن الحابون لايسمعون ولا يشاهدون ما يجري على أرض فلسطين، ففي كل يوم شهيد يرتقي صوب السماء أو جريح يسقى الأرض ليزهر الدحنون،  وفي كل يوم معتقل وأسير يعيشون في الظلمة لتشرق الشمس على فلسطين، وفي كل يوم تتعزز القيم الوطنية الفلسطينية لدى الأهل في الداخل، ويزداد شوق الأرض لأهل الشتات، وكل يوم يزداد تمسكهم بالأرض والقيم والثوابت، وكل يوم يتأكدون ان من يجرون وراء التطبيع يتسابقون صوب القبض على سراب في يوم حار، فيهرلون مسرعين فلا يمسكون السراب فيزدادوا عطشاً على عطشهم، ويصابوا بالإرهاق حتى يقعوا مغشياً عليهم إن لم يسلموا الروح لخالقها حيث الحساب والعقاب.

هذه فلسطين لمن لا يعرفها، وهذا الشعب الذي حارب منذ بدء الخليقة، ففلسطين لمن لا يُجيد القراءة إسمها أرض الموت والقتل، فما خرج منها غازٍ إلا مقهور، وما حاول مجرم إحتلالها إلا وانكسر وانهزم مذلول، هذه فلسطين التي توزع دمها كحصص بين جباري الأرض ومجرميها، لكنها بقيت أرض العزة والشموخ وذهب كل من أراد بها شراً إلى مزابل التاريخ، فيلعنهم الجميع في الصباح والمساء ويرسلون في ذات الوقت للأرض المقدسة تحيات الحب والشوق والوعد والعهد على اللقاء والإرتقاء، هي فلسطين التي لم تركع حتى بعد أن شيعت أبنائها للمقابر وفلذات أكبادها للسجون، هي فلسطين التي في كل يوم تلعن وتُسقط التطبيع والمطبعين والعملاء والخائنين والمُنسقين.

فلسطين القسام ستظل تقاوم الإحتلال والتطبيع والإمتهان وتبحث عن الحرية، ففي الأمس كانت دلال المغربي تحطم الحدود والقيود وتصنع المعجزة، وسناء محيدلي ومحمد الزعول، منير يوسف، ريم الريشي، أحمد ياسين والمهندس يحيى عياش، واليوم يقدم المعلمون درساً جديداً في مدرسة الحياة والبطولة، حين قام فادي أبو شخيدم مدرس التربية الإسلامية في مدرسة الراشيدية، بإطلاق النار على الجنود الصهاينة فأسقط اربعة منهم قبل أن يرتقي للسماء، لتكون رسالته للعرب قبل الصهاينة بأن التطبيع مُحرم وأن لهذه الأرض شعب لن يساوم عليها، لذا لا تأتوا طائعين صاغرين بل تعالوا فاتحين مكبرين، وعندها لكم صدر المكان وستهتف لكم القلوب قبل الحناجر أهلا بابناء العز الغر الميامين عدا ذلك ففلسطين محرمةٌ عليكم.

زر الذهاب إلى الأعلى