ترامب يسحب بلاده من معاهدة “الأجواء المفتوحة” ووزير خارجيته يبرر
النشرة الدولية –
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، رسميا الانسحاب من معاهدة “الأجواء المفتوحة” التي يعود تاريخها إلى 1992 وتسمح بوجود طائرات مراقبة غير مسلحة للاستكشاف في أجواء الدول الأعضاء بالمعاهدة، بينما أكدت روسيا أن جميع الخيارات مفتوحة أمامها ردا على الانسحاب الأميركي.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيانٍ، إن “الولايات المتحدة مارست حقها بموجب الفقرة الثانية من المادة 15 من اتفاقية الأجواء المفتوحة، ووجهت إشعارا بقرارها الانسحاب من الاتفاقية إلى الجهات المودعة الاتفاقية لديها وكافة الدول الأخرى المشاركة فيها في 22 أيار الماضي، على أن يدخل هذا الانسحاب حيز التنفيذ بعد 6 أشهر من تاريخ الإشعار”.
وأضاف بيان الخارجية الأميركية: “لقد انقضت فترة الأشهر الستة ودخل انسحاب الولايات المتحدة حيز التنفيذ بتاريخ 22 تشرين الثاني 2020، ولم تعد الولايات المتحدة طرفا في اتفاقية الأجواء المفتوحة”.
قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن الانسحاب من الاتفاقية جعل الولايات المتحدة أكثر أمنا لأن روسيا لم تلتزم بتعهداتها في الاتفاقية.
في المقابل، طالبت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بـ”ضمانات مؤكدة” من الدول التي لا تزال طرفا في المعاهدة بأنها “ستفي بالتزاماتها”، مؤكدة أن “جميع الخيارات مفتوحة” لروسيا في ضوء الانسحاب الرسمي للولايات المتحدة.
وقالت الخارجية الروسية: “سنسعى للحصول على ضمانات مؤكدة بأن الدول المتبقية في معاهدة الأجواء المفتوحة ستنفذ التزاماتها، لضمان إمكانية مراقبة أراضيهم بالكامل، وضمان عدم نقل مواد رحلات المراقبة إلى دول أخرى ليست أعضاء في المعاهدة”.
وتجدر الإشارة إلى أن حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) كانوا قد عبروا في مايو الماضي عن أسفهم لقرار واشنطن بالانسحاب من الاتفاقية، وهي خطوة تقول واشنطن إنها اتخذتها بسبب عدم الامتثال الروسي.
خلفية عن المعاهدة
وقعت معاهدة “الأجواء المفتوحة” عام 1992 من أجل “تعزيز الثقة ومعرفة” الأنشطة العسكرية للدول المنضمة إليها. دخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير 2002، 2002، وتضم 35 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا، وتهدف لتعزيز التفاهم المتبادل والثقة بين الدول الموقعة، وتعد أداة مهمّة في ضبط التسلّح عالمياً. وتسمح الاتفاقية التي أطلق عليها “السماوات أو الأجواء المفتوحة” للدول الأربع والثلاثين الموقعة عليها ومنها الولايات المتحدة وروسيا بالقيام بعدة طلعات مراقبة سنويا في أجواء الدول الأخرى المشاركة في الاتفاقية.
ووفق الاتفاقية فإنه يمكن لجيش دولة منضوية فيها بتنفيذ عدد محدد من رحلات الاستطلاع غير المسلحة كل سنة فوق دولة أخرى مع إبلاغها بالأمر قبل وقت قصير من الجولة والتقاط صور بواسطة أجهزة خاصة. كذلك، يسمح لجميع الدول المعنية بطلب الحصول على صور خلال طلعات تقوم بها دول أخرى.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن في مايو الماضي قراره الرسمي القاضي الانسحاب من المعاهدة خلال ستة أشهر، متهما روسيا بانتهاكها. وقال “ما داموا لا يحترمونها، سننسحب”.
ومن جهته عزا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قرار الانسحاب من الاتفاقية، بأنه يعود لإنتهاك روسيا وبشكل صارخ ومستمر الاتفاق بأشكال مختلفة طوال أعوام”، معدداً أمثلة عدة على تجاوزات قامت بها موسكو لدعم اتهاماته. وتابع “يبدو أن موسكو تستخدم شعار نظام الاجواء المفتوحة لدعم عقيدة روسية عدوانية جديدة تقضي باستهداف البنى التحتية الحساسة في الولايات المتحدة وأوروبا باستخدام اسلحة تقليدية يتم التحكم فيها بدقة”.
ومنذ تشرين الاول/أكتوبر 2019، لمح ترامب إلى نيته الانسحاب من الاتفاق، ومنذ ذلك الوقت سعى حلفاؤه في حلف شمال الاطلسي نحو اقناعه بالعدول عن قراره.
وهذا يعد هو الاتفاق الدولي الثالث الذي ينسحب منه دونالد ترامب، بعد الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني عام 2018، والمعاهدة حول الصواريخ الأرضية المتوسطة المدى عام 2019.