آنين الإستقلال* الإعلامية أماني نشابة
النشرة الدولية –
أيام تفصلنا عن ذكرى الإستقلال الذي لم يتأخر اللبنانيون يوماً عن الإحتفال بذكراه ولو بطرق مختلفة يتذكرون يوم تضامن كافة قادة البلاد بوجه الإنتداب، يتذكرون خروج القادة من الإعتقال في قلعة راشيا التي شكلت على مدى 77 عاما قلعة صمود تعيد جميع اللبنانيين إلى الأصالة وحب الوطن.
أما هذا العام فالوضع يختلف كلياً حيث سيمر عيد الإستقلال بلا إحتفالات ولا إستعراضات عسكرية كما ألغيت جميع المناسبات الوطنية المتعلقة بهذه الذكرى، وأعلنت رئاسة الجمهورية إستبدال الإحتفالات بوضع الأكاليل على أضرحة رجالات الإستقلال بأسم “الجمهورية اللبنانية”، نظراً للظروف الصحية الراهنة في البلاد وإستناداً الى قرار الإقفال الكامل.
السنة الماضية أظهر اللبنانيون خلال الثورة الشعبية التي بدأت في 17 تشرين الأول
محبتهم للبنان الأرز بإنشاء جسر بشري يربط اللبنانيين من جميع المناطق مع المسيرات وإعتصامات وغرس ثلاث شجرات من الارز تحمل اسماء شهداء الإنتفاضة الشعبية وأضاءوا ما لديهم من أنوار وشموع في ساحة الشهداء في بيروت وعلى شرفات منازلهم، إحتفاء بالإستقلال.
تحت شعار “الإستقلال ليس فقط عن الإنتداب، الاستقلال أيضاً عن الظلم والسرقة والفساد والفقر.
اليوم نعيش آنين الإستقلال اللبناني مع الحسرة على عيد لا يرونه آتياً، فالكثير من اللبنانيين يتمنون أن يحملوا جواز سفر خارجي والبعض يترحّم على الإنتداب الفرنسي وشكوكهم أكثر من أي وقت مضى حول إمكانية أن يكون لبنان مستقلاً، وذلك بسبب الأوضاع الراهنة في البلاد التي أصبحت مسرحاً لصراع على المصالح.
عيد الإستقلال اليوم ليس سوى مجرد تكرار، سنةً تلو أخرى، لعرضٍ بائد يحضره الممثّلون أنفسهم، أو ممثّلون جدد.
لبنان لن يكون مستقل دون جيلٍ جديد يحمل لواء الدفاع عن وطنٍ يعيش فيه المواطنون بحرية ومساواة، ويسمون هم فيه فوق الولاءات.
والى ان تتغير الصورة البانورامية من مشهد الساحات السياسية المختلفة يبقى “انين الإستقلال” في ذاكرة كل اللبنانيين.