إمرأة من هذا الزمن شهادة حياة* نهيدة الدغل معوّض

النشرة الدولية –

أنا…من أكون؟…

أنا امرأة وُلِدت من رحم الحياة…

وُلِدتُ بفائض من الأحلام وفائض من العواطف…

…لم تُبهرني يوماً بهرجات الحياة

ولا قشورها المزيفة…

تعجّبتُ كيف مرَّ الزمن

وكيف سارعت السنوات في خُطاها دون أن أشعر بمرورها…

…واسترجعت شريط حياتي…

لا أعرف ما الذي حققته في رحلة كفاحي

التي كنت أراها طويلة

طويلة…

ولكنني الآن…

اكتشفت كم كانت الرحلة قصيرة!!!…

…في لحظة انزويت أفكر بها مع نفسي…

استرجعت خلالها رحلتي مع الحياة…

كنت أنتظر أن يجري العمر سريعاً

كي أرى أولادي يكبرون أمامي

وأرتاح من ثقل المسؤولية…

…مضى العمر

دون أن أشعر لأنني عشت من أجل أولادي

وكان همي محصوراً بهم فقط…

كنت أنتظر العمر أن يجري كي يكبروا ويرتاحوا…

وأرتاح أنا من عبء المسؤولية…

كنت أدعمهم وأشجعهم

والحمد لله أحسنت تربيتهم…

لكن!!!…

للحظات نسيت أنني أنثى…

وأصبحت مثل الآلة

نسيت أنني أنثى…ولست جماداً..

وبشكل أو بآخر…

رضيت أم لم أرضَ…

كان يعيّشني الإحساس بالوحدة…

وينتابني شعور بالغربة الداخلية…

ويجتاحني الفراغ العاطفي…

للحظات تؤرقني فيها مشاعر أنوثتي

حتى وأنا مقتنعة وراضية بما قسمه لي رب العباد…

…كان إحساس الوحدة يحيط بي…

وكنت أسأل نفسي:”تُرى متى سأعيش حياتي؟…

وأقول لنفسي:أولادي قد كبروا…

وأتساءل:هل سيمسحون دموعي كما مسحت لهم دموعهم؟…

هل سيضحون من أجلي كما ضحيت من أجلهم؟…

…كل تلك المعاني أشغلت فكري…

وأنا أتأملهم وهم يشقون طريقهم ويعيشون حياتهم الخاصة…

فبعد أن كانوا كل حياتي

أصبحت أنا جزءاً من حياتهم…

أعلم أنها سنّة الحياة

ولكن أنا الآن أحتاجهم وأحتاج وجودهم بجانبي…

وأعلم أن حياتي أثمرت

وأن تضحياتي لم تذهب سدىً

وأشعر بالفخر والإعتزاز

لأنني أسست عائلة…

عائلة…هي امتداد لي…

حتى ولو بنيتها على حساب نفسي وروحي وعمري…

فالحياة تبقى مجرد حياة

تتوجها التضحية

التي تُعتبر من أسمى مقوّمات الحياة…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى