جنون العصبية والعبودية وجهل الجاهلين خطر علينا أجمعين* صالح الراشد

النشرة الدولية –

نكافح في هذه الحياة بكل قوة بحثاً عن الأفضل وللإقتراب من حدود الكمال، كل هذا ليس حُبّاً فيها ولا سعياً للحياة الفردية القاتلة بجوار “كلب” كما هي الثقافة الغربية، ،وإنّما نعمل ونكد ونسعى حُبّاً فيمن نُحبُّهُم، ورغبة بصناعة الغد الاجمل لكل من يُحيطون بنا، فنقترب منهم ونجالسهم لنشعر بجمال الإقتراب والشوق، ولكن اليوم نُحصنُ ونتحصن لأجل من نُحب بالإبتعاد عنهم حتى نحميهم ونذود عنهم خطر الوباء وألآمه، لذا يكون حرمان الذات بالإبتعاد أعظم هدية للأحباب.

 

هذا ما يفرضه الواقع المؤلم على العالم أجمع ومن يرفض الواقع سيكون كمن “يناطح الحصن الحصين بقرون من طين”، ويكون قد شذ عن قواعد العلم والمعرفة والأمان، ويتحول من إنسان طبيعي إلى سلاح فتاك يفتك أولاً بمن يُحب وأحبائهم ثم بالمجتمع أجمع، وعندها لا ينفع صاحبه منصب شُيد على أوجاع الناس وآلآمهم، ولن يشفع له بكائه على أطلال من قتلهم بجهله وأنانيته، لذا سيدفع كل من جمع المواطنين لإنتخابه ثمن مقعده دماً خالصاً لداعميه وربما أمه وأبيه فالجاهل عدو نفسه وأمته.

 

لقد صدق أفلاطون حين قال قبل آلاف السنين “نحن مجانين  إذا لم نستطيع أن نُفكر،  ومتعصبون إذا لم نرد أن نُفكر ،  وعبيد إذا لم نجرؤ أن نُفكر”، نعم نحن سنكون كذلك في عصر كورونا القاتل بشرباً ونفسياً واقتصادياً إذا وضعنا الرغبات قبل الواجبات، لذا فإن إتباع الإجراءات الصحية والوقائية فرض عين وليس رأي شخصي ولا يمنح الإنسان حرية الاختيار لضمان عدم العبث بحياة الآخرين.

 

فالعديد من أبناء الوطن تسلحوا بالجنون لأنهم لم يفكروا بأنفسهم وعائلاتهم وهم يكسرون قانون الدفاع ويتجمعون ويتجمهرون، ولشخص فاق الجهل جهالةً يصفقون وينتخبون ليأتي يوم الفصل والألم لينتحبون، وهم متعصبون لأنهم قدموا رغبة الآخرين على أساسيات حياتهم بالحفاظ عليها، لذا فهم متعصبون كونهم لا يفكرون وبالتالي هم الخاسرون، بل لقد وصل البعض إلى مرتبة العبودية لأنهم لم يجرؤوا  على التفكير بحرية خوفاً من غضب وسطوة القادة الوهميين والأقارب العبثيين.

 

الوضع في وطني خطير ولا بريء من جريرة ما جرى، فحكومة الرزاز مذنبة وحكومة الخصاونة كذلك، والشعب مذنب لأنهم لم يضربوا على أيادي العبثيين وظنوا أن ما يجرى لعبة ودعابة، فكورونا وباء منتشر وخطورته تتزايد على صحة المواطنين وضعف الاقتصاد ليهددا حياة الجميع، لذا فان الوصول لمرحلة الرخاء تأتي بالعمل السليم واحترام حياة الآخرين حتى ننجو أجمعين، وهذا مشروط بتحسين الحكومة للنظام الصحي والمواطنين بالتباعد والكمامة وهي تمثل الضوء في آخر النفق، وإن تمسكنا بهم سنصل لضوء الشمس المتمثل بأمن وأمان أبناء الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى