القدس.. ونتنياهو.. وحقائق التاريخ* صالح القلاب
النشرة الدولية –
لا علاقات مع إسرائيل إلّا بعد قيام الدولة الفلسطينية.. هذا ما أكدته وشددت عليه المملكة العربية السعودية، وحقيقة أنّ “الإمارات” و”البحرين” قد بقيتا على موقفهما من هذه المسألة رغم “التطبيع” المتبادل بينهما وبين الإسرائيليين لكن ما هو واضح أنّ بنيامين نتنياهو بقي على ما هو عليه وأنه ماضٍ في إقامة المستوطنات وعدم الإعتراف للفلسطينيين بدولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
إنه على بنيامين نتنياهو أنْ يدرك أنّ “الصلح” مع إسرائيل سيبقى متعذراً ما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقه الذي بات معترفاً به من قبل دول العالم بمعظمها وأنّ حتى العرب الذين قد أقدموا على هذه الخطوات الأخيرة والذين كانوا قد سبقوهم في هذا المجال سيجدون أنّ ما قاموا به بات “يذبل” وأنّ نهايته ستكون الزوال ما لم يتوقف الإسرائيليون عمّا دأبوا على القيام به ويعترفوا للشعب الفلسطيني بحقه المشروع الذي لا يمكن أنْ يكون هناك سلاماً عربياًّ – إسرائيلياً ما لم يحصل هذا الشعب على هذا الحق.
والمفترض ألاّ يسكت العرب “المطبّعون” سابقاً ولاحقاً وغير المطبعين على كل هذه “الألاعيب” التي يقوم بها نتنياهو فإما أن يكون السلام بين العرب والإسرائيليين فعلياًّ وحقيقياًّ وإما ألاّ يكون، وهنا فإنّ على من لا يعرف حقائق التاريخ أن يدرك أن فلسطين ومن ضمنها المقدسات الإسلامية والمسيحية قد أحتلت مراراً على مرّ حقب التاريخ وأنها بقيت تعود لأهلها مهما طال الزمن وهذه مسألة من المفترض أنها معروفة وأنّ على من لا يعرفها أنْ يعود لقراءة كتب التاريخ الغربية – الأوروبية وأيضاً كتب التاريخ العربية.
لقد كنا قبل عهود الإنقلابات العسكرية وبعدها نرفع شعار “من البحر إلى النهر” لكن بعدما إرتطمت رؤوسنا بجدران الحقائق مراراً وتكراراً بتنا نعترف بالأمر الواقع وهو أنّه لا أكثر مما تم إحتلاله في عام 1967 أي الضفة الغربية وجوهرتها القدس الشريف، المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة، ويقيناً أنّ هذا لا يمكن التنازل عنه ولا يمكن القول بأقل منه وعلى بنيامين نتنياهو أنْ يعرف وأنْ يدرك أنه سيأتي ذلك اليوم حتى إنْ كان بعيداً ليصبح “المطلب العربي” من البحر إلى النهر.
إنّ كل العرب الذين كانوا قد “طبّعوا” باكراً والذين تبعوهم في هذا التطبيع لا يمكن أن يكون إعترافهم بإسرائيل فعلياًّ حقيقياً طالما أنها تحتل الضفة الغربية حتى نهر الأردن ومن ضمنها القدس الشريف بكل مقدساته وأيضاً.. نعم أيضاً طالما أنها تحتل هضبة الجولان السورية، وهكذا فإنه على نتنياهو أنْ يعود لقراءة كتب التاريخ التي أصابها الإصفرار ليعرف أنّ “الفرنجة” قد أخرجوا من هذه المناطق المقدسة وأنّ من لم يخرج منهم قد أصبح مواطناً عربياًّ.. وتشهد على هذا أسماء العائلات التي باتت تعتزُّ بعروبتها إنْ في فلسطين وإنْ في الأردن وإنْ في سوريا ولبنان .. وإنه على من لا يدرك هذه الحقائق أنْ يتأمل في كتب التاريخ.. خصوصاً القديمة.