قراءة في الزيارة الخليجية للملك عبد الله الثاني “البحرين والامارات”
بقلم: د. دانييلا القرعان
النشرة الدولية –
في ظل الأحداث لتي تشدها منطقة الربيع العربي وما يتبعها من مرحلة هامة سياسيا واقتصاديا وأمنيا واستراتيجيا واجتماعيا وإعلاميا، ارتأى جلالة الملك أن تكون وجهته الى بعض من الدول الخليجية يؤسس فيها مرحلة تحمل الكثير من الدلالات والرسائل الجوهرية الهامة التي تدور أساسها حول المعارك السياسية التي يشهدها العالم العربي، وآخر المستجدات الراهنة على الصعيد الدولي وأهمها القضية الفلسطينية.
“الزيارة الأردنية البحرينية” بحث الملك عبد الله الثاني والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وكذلك التنسيق ما بين البلدين في شتى المجالات والعلاقات والارتياح لمستوى التبادل التجاري ونمو العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
تتميز العلاقات الأردنية البحرينية بعمق التواصل والعلاقات الثنائية الأخوية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين، والمستوى المتقدم من التعاون القائم بينهما في مختلف المجالات، وبمستوى الارتياح الذي يشهد القطاع الاقتصادي والتجاري من تقدم ونمو بين البلدين. وجاءت الزيارة الخليجية لتؤكد تضامن البلدين الشقيقين جهودهما في الحرب على الإرهاب، والحفاظ على الأمن والاستقرار من خلال استذكار مواقف المملكة الأردنية الهاشمية الداعمة لمملكة البحرين في مكافحتها للإرهاب والتطرف، وتنسيق الجهود المشتركة لمحابة هذه الآفة. كما استعرضت الزيارة أهمية التعاون بين البلدين في مكافحة فيروس كورونا والحد من انتشاره.
جاءت الزيارة لتؤكد عمق التواصل والروابط بين البلدين من خلال التسهيلات التي قدمتها الحكومة الأردنية لسفارة مملكة البحرين بأمر من جلالة الملك في عمان، والتي سهلت إجراءات عودة المواطنين البحرينيين والطلبة الى أرض الوطن. وكذلك تم استعراض كفاءات الجالية الأردنية المقيمين في مملكة البحرين في عملية التنمية والتطوير في كافة المجالات.
جاءت هذه الزيارة لعرض مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وآخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وأهمية تكثيف الجهود ومضاعفتها للوصول الى حل عادل للقضية الفلسطينية، واعتبار السلام خيارا استراتيجيا لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل وشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق. وفي سياق هذه الزيارة أشاد ملك البحرين بجهود جلالة الملك عبد الله في دعم القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، باعتبار جلالة الملك عبد الله الوصي على المقدسات في القدس الشريف. وأشارت الزيارة أيضا الى التطرق للملف السوري، إذ بين جلالة الملك عبد الله الثاني دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها الشقيق.
واستعرضت الزيارة كذلك ضرورة العمل المشترك لوقف التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة، وتأثيرها على الامن والاستقرار، وكذلك على أهمية التعاون بين البلدين الشقيقين لتثبيت أمن واستقرار المنطقة، وحماية الملاحة الدولية في مياه الخليج العربي من أي تهديدات تؤثر في حركة التجارة العالمية. وأكدت الزيارة على عمق العلاقات التاريخية المتميزة والروابط الأخوية الوثيقة بين المملكتين وشعبيهما الشقيقين.
” الزيارة الأردنية الإماراتية ” تأتي زيارة جلالة الملك عبد الله كذلك الى دولة الامارات العربية المتحدة. وفي نوفمبر الماضي عقد جلالة الملك عبد الله والعاهل البحريني وولي عهد أبو ظبي محادثات ثلاثية رفيعة في المنامة. وفي يناير الماضي زار جلالة الملك عبد الله أبو ظبي وأجرى مشاورات مع ولي عهدها الشيخ محمد بن زايد. وهذه هي الزيارة الأولى التي يجريها جلالة الملك عبد الله الى الامارات بعد قضية الفتنة التي حدثت في ابريل الماضي. ويبدي الأردن اهتماما كبيرا بالعلاقات السياسية والاقتصادية مع دول الخليج لما لها من الأثر لكلا الطرفين ” الأردني والخليجي ” على شعوب كل منهما. زيارة جلالة سيدنا ليست الأولى والأخيرة التي يقوم بها برفقة جلالة الملكة رانيا العبد الله لدول الجوار، فهو سباق دائما لمثل هذه الزيارات لما لها من الأثر في العلاقات لكل من البلاد وعلاقتها مع الأردن.