منتدى (الفكر العربي) يحتفي باليومين العالميين للفلسفة والتسامح
النشرة الدولية –
دعا المشاركون في ندوة حوارية نظّمها منتدى الفكر العربي، عبر الاتصال المرئي «زووم»، إلى تخصيص مناهج لتدريس الفلسفة في المدارس والجامعات للرجوع إلى حالة التعقّل التي تتفق والأديان السماوية والدعوة إلى التحديث والإصلاح والتنوير.
وتناولت الندوة التي عُقدت بمناسبة اليومين العالميين للتسامح وللفلسفة، أهمية إلغاء مظاهر التمييز والاستعلاء لأسباب طائفية أو إثنية أو لغوية أو غيرها، من أجل تحقيق الكرامة الإنسانية، والعمل على تجنّب النزاعات والحروب بما فيها من إزهاق الأرواح والأثمان الباهظة التي تتكبدها المجتمعات نتيجة الكراهية. وأوصت الندوة بتحويل التعددية في العالم العربي إلى تنوّع بدلاً من الاختلاف، ومأسسة العمل من أجل التسامح وتحقيقه، لأنه محكوم بالقيم والفضائل.
وقال نائب رئيس جامعة حقوق الإنسان واللاعنف في بيروت د.عبدالحسين شعبان (العراق) خلال حديثه عن فلسفة التسامح، إن هناك حاجة إلى التسامح أكثر من أي وقت مضى، وإن العنف واللاتسامح في تزايد في ظل نهج الهيمنة والتعصب على المستويين الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستوجب جهداً مضاعفاً لوضع حد لتلك الظواهر الخطيرة، مضيفا أن الأمر بحاجة إلى انفتاح وإقرار بالآخر وبحقوقه، خصوصاً إذا ما تحوّلت مبادئ التسامح إلى قواعد قانونية وتربوية، يتم الاعتراف والالتزام بها من جانب المجتمع ووفق مبادئ حكم القانون.
وناقش شعبان بعض الأسس لبناء التسامح في العالم العربي، مثل: «نسبية المعرفة التي تتعلق بإقرار مبدأ الخطأ والصواب، والبحث عن الحقيقة والاعتراف بمقاربتها عن طريق النقاش والجدل، ونبذ فكرة العصمة عن الخطأ لأنها تنافي طبيعة البشر، إضافة إلى احترام التعددية وضمان العدل وعدم التمييز بين الأفراد في التشريع والقضاء والإدارة، والإقرار بحق الاختلاف واتخاذ موقف ايجابي من الآخرين، وضخّ ثقاقة التسامح عبر التعليم، وتوفير البيئة المناسبة لها».
وأكد الأمين العام للمنتدى د.محمد أبو حمور، أن ثقافة السلم، كما تؤكدها أدبيات الأمم المتحدة، مصدرها لا ينحصر في الواجب الأخلاقي فقط، وإنما هناك الواجبات السياسية والقانونية. وأضاف خلال إدارته للندوة إن هذه المعاني يحملها «نداء عمّان» المنبثق عن مؤتمر منتدى الفكر العربي «المواطنة الحاضنة للتنوع في المجال العربي: الإشكالية والحل»، الذي نظّمه المنتدى في عام 2020 ليبحث في الأسس والمشكلات والحلول إزاء المواطنة باعتبارها الركيزة الأساسية للدولة العصرية القائمة على حكم القانون، واحترام حقوق المجموعات الثقافية في مجتمعات التعددية، ما يعني إلغاء مظاهر التمييز والاستعلاء لأي سبب، وتحقيق الكرامة الإنسانية وفق منظومة حقوق الإنسان.
وشارك في الندوة: د.علي فخرو (البحرين)، ود.خالد شوكات (تونس)، ود.محمد أحمد المخلافي (اليمن)، والقس د.رياض جرجور (لبنان)، ود.طه جزّاع (العراق)، إضافة إلى م.سمير حباشنة ود.هايل الداوود (الأردن).