“من غرس الشمس بخاصرتي”.. نصوص سريالية للشاعرة اللبنانية جيهانة سبيتي
النشرة الدولية –
أصدرت الشاعرة اللبنانية جيهانة سبيتي، حديثا، المجموعة الشعرية ”من غرس الشمس بخاصرتي“ التي تتضمن نصوصا سريالية من الشعر الحر عن الحياة في المجتمعات العربية.
ويتناول الديوان الصادر عن دار النخبة المصرية، مواضيع فكرية اجتماعية وعاطفية تمحورت حول المرأة تحديدا في جميع أوضاعها الحياتية ونظرتها إلى الأمور بعين الفنان حينما يتقمص أدوارا عديدة لطرح الأفكار البناءة والأكثر إنسانية.
وفي حديث خاص لـ“إرم نيوز“؛ قالت سبيتي، إن ”المغايرة في هذه المجموعة تبدأ من العنوان الذي يحمل على أكثر من تأويل فقد بدأ العنوان بتساؤل (من غرس الشمس بخاصرتي) وهذا يحتمل تأويلين هما الأقرب لما يعتقده المتلقي، فالشمس بإيجابيتها تعني الضوء والحياة وديمومتها فلا حياة بلا شمس. وكذلك تؤول إلى ما هو سلبي انطلاقا من مصطلح (الغرس) الذي يحتمل كذلك معنيين؛ أولهما طوعي إيجابي والآخر قسري سلبي، ما يجعل العنوان منفتحا على تأويلات كثيرة تحددها ثقافة ووعي المتلقي بوصفه الحلقة الأخيرة التي تستهلك النص“.
وتدعو نصوص المجموعة للعودة إلى قيم الحب التي ابتعد عنها المجتمع، والعلاقات السامية التي تجعل الحياة أجمل والمشاعر أكثر رسوخا في العقول والقلوب، بعد أن سطح الانفتاح على وسائل التقنيات الحديثة كثيرا العلاقات التي تربط الرجل بالمرأة.
ويطغى الجانب الانفعالي على نصوص الديوان، في عفوية بعيدة عن التصنع الذي يشوب الواقع في المجتمعات العربية.
تقول الشاعرة في قصيدة ”حرية بطعم الموت“: ”يترك بطعم الأرق/ على وسادتي قصيدة/ بطعم الدفء/ على مقعدي الخشبي قصيدة/ بطعم النار/ على ثوبي المشغول بخيوط الحلم قصيدة/ يهديني الحرية بطعم الموت/ ويرحل رحيلا موقتا/ ما بين شك ويقين في نظرات العابرين/ أتشتت أتبعثر/ يعود بعد حين يعتق حريتي/ يعلمني فن البقاء/ وكيف أن العبودية ارتقاء“.
وعلى هذا المنوال سارت المجموعة في تتابع حذر ناقلة الصور والمشاهد بدقةٍ متناهية، لتعبر عنها شعرا؛ وقالت سبيتي: ”أتمنى أن أصل بموضوعات مجموعتي إلى قلوب المتلقين مستهدفةً زرع الأمل والتفاؤل في النفوس وسط عالم يضج بالأحقاد والصراعات والمتغيرات“.
وعلى الرغم من أن جميع قصائد المجموعة جاءت بلسان الأنثى، تؤكد الشاعرة على أنها ليست معبرة بالضرورة عن تجاربها الشخصية؛ لأن الظواهر الاجتماعية ومكانة المرأة وموقعها من الحب في نظر مجتمعنا الذكوري مازالت بحاجة إلى إعادة تقييم.
وقالت سبيتي: إن ”المشهد الشعري العربي يشهد حراكا نشطا من قبل المرأة العربية، سعيا للوصول إلى ما تستحق الوصول إليه من مكانة مؤثرة وفاعلة في محيطها، والخروج من ذاتها التقليدية عبر ذاتها وليس عبر الرجل إلى حرية النفس الهائمة في عالم العطاء بالحب، المرأة وطن الرجل قبل وبعد أن يولد بالحب تصنع أدواتها وتبني الأوطان“.