الرد الإيراني على اغتيال عالم الذرة محسن زادة* طايل الضامن

النشرة الدولية –

واضح أن إدارة الرئيس الأميركي «الخاسر» دونالد ترمب ترفض مغادرة البيت الأبيض دون صخب وضرر، وتصر أن تترك أثراً في منطقة الشرق الأوسط، يصب في النهاية لصالح دولة الاحتلال الصهيوني.

فإدارة ترمب المتعجرفة والمتدينة بمبادئ العداء للإسلام والمسلمين، تشكل فرصة حقيقية لدولة الاحتلال في جر الولايات المتحدة الأميركية بإمكانياتها العسكرية والبشرية إلى اشتباك أو حرب مع إيران تدفع كلفتها من خزينتها ومن أرواح أبنائها.

لم لا؟، ما دام ترمب لا يزال قادراً على خلط الأوراق بوجه الرئيس المنتخب جو بايدن الذي – وفق ما أعلن سابقاً – أنه سيعيد العمل بالاتفاق النووي مع إيران، ويفتح باب الحوار.

عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في قلب الجمهورية الإسلامية، شكل خرقاً أمنياً وضربة موجعة للنظام الإيراني، هدفها جر إيران إلى المواجهة المسلحة مع إسرائيل والولايات المتحدة قبل انتهاء ولاية ترمب وخروجه من البيت الأبيض، فهي في المحصلة تبقى ورقة رابحة لإسرائيل، قد تريحها من شبح إيران النووي إلى الأبد عبر شن حرب شاملة تلهب المنطقة وتشعل الاقتصاد العالمي المرتبط بأسعار النفط.

فمنذ ولادة هذا الكيان غير الشرعي في المنطقة، وهو يلعب دور الشر من خلال ممارسة القتل الوحشي والدمار والاغتيالات التي يتفاخر بإرتكابها، ومن تتبع قوائم الاغتيالات التي ارتكبها هذا «الكيان اللقيط»، سيدرك كم هذا الكيان المشوه وحشي ودموي وينتهج استراتيجية من العنف الدموي لا تتغير ولا تتبدل ولا تراعي حرمة لحوار أو حقوق إنسان.

ولكن، كيف سيكون الرد الإيراني على هذه العملية؟ خاصة بعد أن أعلن المرشد الأعلى بضرورة الرد الحتمي والفوري، ودون انتظار انتهاء ولاية ترمب في منتصف كانون الثاني المقبل، وهل سيكون الرد مشابهاً للرد على اغتيال قاسم سليماني في بغداد، بإطلاق عدة صواريخ تسقط في أرض فارغة..؟!

هيبة ايران، تهشمت كثيراً خلال الفترة الماضية،والإعتداء على مصالحها كثر من جانب إسرائيل، وهي ما زالت عاجزة حتى اللحظة عن إطلاق رصاصة واحدة على الكيان الغاصب، فهي لا تطلق سوى التهديدات الفارغة التي لا تتحقق، وهذه أيضاً استراتيجية إيرانية راسخة، كما هي سياسة الاغتيالات الإسرائيلية راسخة في عقيدتها.

الرد الإيراني إن وقع، سيكون لطيفاً وخفيفاً على إسرائيل، ومن المؤكد أن يدخل الرئيس المنتخب جو بايدن على خط الأزمة ويجري اتصالاته للتهدئة ومنح إيران الوعود والضمانات، وهو ما سيتحقق في عهده، وستخرج إيران رابحة إلى حد ما.

أما الرد، فسيكون في الساحة العربية، فهي التي ستشفي الحقد الإيراني الدفين، وستكثف نيران حقدها التي تنطلق من اليمن باتجاه بنك أهداف في الخليج العربي، وستكون بمباركة خفية أميركية إسرائيلية.

إيران، دولة تضع مصالحها القومية في المقدمة، ولديها جهابذة في السياسة، ولن تسلم البلاد للقنابل الأميركية والإسرائيلية لتستبيحها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button