متلن متل هالليل بيخبّو* الأديب الدكتور عماد فغالي
النشرة الدولية –
متلن متل هالليل بيخبّو
جبال الزعل بجياب عينيهن
وبيسهرو عليهن ..
متل القمر ..
دمعن بيلوّت هالعتم
شي نجوم
شي غيوم
شي بينزلو متل الفجر
لمّن بيبكي عالزهر
متلن متل قنديل بيضوّي السهر
تا يصفن بربّو
بيفرفك أزاز النظر
بيشعل فتيل الصبر
والنار من عبّو .
Juliet
تشبيهٌ دلاليّ، إكبار!
قصيدةٌ فاعلُها ضمير الجمع الغائب، واو الجماعة. وتسائلٌ مشروع: من هم؟ مثل الليل، يخفون الزعل، “في ستر خبائهم”، والليلُ يُظلم طبيعةً، لكنّه في القصيدة، مشبّهٌ به، فاعلُ خير، يسترُ الضعفات: الزعل، الدموع… هم كالليل، يخبّئونَ وجوهَ ألمهم جبالاً، يسهرون عليها كالقمر، لكنّهم يذرفون الدموع كالطلّ على الزهر… وتتحرّك الصورةُ أشدّ وطأةً. كالقنديلِ هم، يضيئون نعم، لكنّهم يشتعلون، النارُ في الداخلِ تحرقهم…
هم الناسُ وجوهُ الخير والفألِ، يتلوّعون حزنًا وألمًا، ويُظهرون حبًّا وفرحًا… هم لأجل الآخرين يبذلون نفسَهم، ولأجلِ ذاتهم لا يبالون، يهملون، يذوبون…
جوليات أنطونيوس، لا أعرف إن كنتِ تقصدين إكرامَهم، أم تكتفين بالأضاءةِ عليهم! لكنْ في معرفتي بكِ، تُكبِرين موقفهم… هم كثرٌ في المجتمع، من فئات الناسِ قاطبةً… لكن ربّما توجّهين الإصبع إلى أشخاصٍ محدَّدين، كلّ غايتِكِ امتنان… لذلكَ أخفيتِهم في ضمير الغائب، وجهةَ نكرة، لا تجرحين تواضعهم، أو تخفين هويّتَهم قصدَ امتثال!
في هذا السياق، اعتمدتِ التشبيه، صورةً شعريّة، انتقلتِ فيه إلى عناصرَ طبيعيّة، وأخرى ضوئيّة، حلا لكِ إضفاء صفاتها على شخصيّاتكِ المحبّبة. لهذا قلتُ تُلبسينهم أثوابَ الفضيلةِ، وما خلتُكِ، وإن في مرٍّ، كنتِ وكانوا، تفعلين غيرَ ذلك!
كان في رأيي يلزم القصيدةَ عنوان، يوضحُ دلالتَها الأساس، ويُعلنُ وجهةَ مرسَلتها…
جوليات أنطونيوس، قراءةٌ موضوعاتيّة تخلعُ على شعرِكِ آيةَ الجمال ومنها تفرّعٌ يؤتي اكتفاء!