بين صديق صدوق.. وصديق عابر
بقلم: نقولا ابو فيصل
النشرة الدولية –
الصداقة الحقيقية لا تحتاج الى الكثير من المال والجهد لإبرازها فهي بحاجة فقط الى المحبة والاحترام الصادقين دون إفراط أو تفريط في حياة تصادف فيها صديقاً عابراً وصديقاً دائماً ، فالحياة مليئة بالأصدقاء الاوفياء الذين صار وجودهم في أيامنا نادرًا بل كنزًا للاسف إن وجدتهم ، اما العابرين منهم فإن رحيلهم مثل رحيل أوراق الشجر في الخريف ، لأن الحياة مثل الشجر تتجدد دوماً فلا يحزنك رحيلهم .
كما ان الصديق الحقيقي لا يتخلّى عن صديقه، فإن أخطأ عاتبه وإن اعتذر سامحه ، وإن غاب سأل عنه ، لذا غياب بعض الاصدقاء يترك جرحاً دامياً لديك أحيانًا ، كما بات مؤكدًا ان اتفاق الفكر بين شخصين ليس شرطا لصداقة حقيقية فكم لديك من الأصدقاء الذين تختلف معهم في وجهات النظر لكنهم مخلصون لك ، وعليه فإن اختلاف وجهة النظر لا يفسد ودّاً ، كما لاحظت بعد ولوج مواقع التواصل الاجتماعي أن الصداقة لا تأتي فقط نتيجة الجوار في السكن والعمل او المدرسة والصحيح انها تأتي نتيجة لتمازج الآراء واندماج الشخصيات وإتفاق الفكر بشكل عام
واذا كان البعض قد ذهب الى إعتبار ان العالم الافتراضي قد يخلق أصدقاء أكثر وفاءً وقرباً من العالم الواقعي، فإن مكان الصداقة الحقيقية هو في القلب ولا علاقة لها في المكان والزمان ، والصداقة الحقيقية هي ليست فقط تواصلاً لفظياً بل اتصالاً قلبياً دائمًا لا تغيّره الاحداث والسنين، وعليه وجدت من الجيد ان انهي مقالة اليوم بحكمة للامام الشافعي حين قال : “سلام على الدنيا اذ لم يكن فيها صديق صدوق صادق الوعد منصفًا” والسلام لكم ايها الاصدقاء.