الأزمة الاقتصادية تجبر النظام السوري على تغييرات مؤلمة… “المال بدلا من الخدمة العسكرية”

النشرة الدولية –

يبدو أن جائحة كورونا المستجد، والعقوبات الأميركية بالمعروفة باسم “قانون قيصر” قد أملت على النظام السوري برئاسة بشار الأسد إلى تغيير بعض “أولوياته ومبادئه” وخاصة فيما يتعلق بشروط الخدمة العسكرية الإلزامية، وفقا لما ذكر موقع “سكرول إن“.

وأوضح الموقع أن نظام بشار الأسد، وفي ظل الضائقة المالية التي بات يعيشها، اضطر إلى اعتماد استراتيجيات جديدة للحصول على المزيد من الموارد المادية، وليس آخرها مصادرة أكبر الشركات التي كان يملكها ابن خاله، رامي مخلوف، والذي عرف عنه دعمه الكبير لبعض الميليشيات التي قاتلت إلى جانب القوات الحكومية.

لكن الأسد، وجد أيضا في تعديل قانون الخدمة العسكرية، منفذا آخر لتحصيل الأموال وجبايتها من الناس تحت مسمى الإعفاء من “التجنيد الإلزامي”، إذ أصبح بإمكان الذكور المقيمين في مناطق سيطرة النظام التهرب من الخدمة العسكرية عن طريق دفع أموال ورسوم تسمى بـ”بدل الخدمة”.

وهذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها النظام السوري مثل هذا الإجراء بعد أن كان الإعفاء من الخدمة مقابل دفع رسوم يشمل المغتربين وضمن شروط محددة كأن يمضى على فترة اغترابه خمسة أعوام.

ولم يكتف قانون الخدمة العسكرية الجديد بتحصيل الأموال من الذكور القادرين على دفعها، بل أجبر حتى من لديهم إعفاءات طبية تحول دون خدمتهم الميدانية على دفع رسوم البدل، علما أن بعضهم كان يؤدي الخدمة في المكاتب الإدارية للجيش.

ويبدو أن النظام لجأ إلى هذه الطريقة الجديدة في رفد خزانته بالأموال بعد أن سيطر على معظم الأراضي السورية ولم يعد بحاجة إلى مزيد من الجنود في جيشه لاسيما مع وجود مليشيات رديفة تدعمها إيران وروسيا.

ولقد نص الدستوران السوريان في عهد نظام البعث ( دستور 1973 ودستور 2012) على الخدمة العسكرية إلزامية للذكور البالغين، وقد سعى ذلك النظام إلى عسكرة المجتمع من مرحلة الطفولة مع منظمة طلائع البعث، ثم منظمة شباب الثورة (الشبيبة) في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وبعدها معسكرات التدريب الجامعي بإشراف ضباط من الجيش.

وشدد الأسد في خطاب له في يوليو 2015 على العلاقة بين “الانتماء الوطني” والخدمة العسكرية ، قائلاً: “الوطن ليس لمن يعيش فيه أو يحمل جنسيته ، بل لمن يدافع عنه ويحميه”.

وعززت زوجته أسماء الأسد هذه الرواية عن ” الانتماء”عندما التقت بمجموعة من المجندات المتطوعات في عيد الأم في مارس 2018 وأشادت بهن مقارنة بالرجال الذين “يتهربون” من التجنيد.

وقالت وقتها “إن وجودكن في ساحة المعركة يمثل انتصارًا جديدًا وعصرًا جديدًا تمامًا .. عندما تكوني قادرة على التضحية بروحك من أجل الأمة ، فهذا هو العصر الجديد وهذه هي المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى