الأنا الشعرية مركزية رومانتيكية متقدمة و متعالية عن حيثيتها الاجتماعية
محمد حافظ الفقي
النشرة الدولية –
رواية “أنا ألقي عليك الشهوة” للكاتبة اللبنانية، وفاء أخضر، تتخذ الأنا الشعرية مركزية رومانتيكية متقدمة و متعالية عن حيثيتها الاجتماعية و سياقها الواقعي وكأنها تنظر من عل على مشهد ممتد و برية منبسطة يسكنها آخر هناك.. ذاك الرجل أو تلك السلطة الذكورية ترتهن لأبجديات الإلف و كرات الاعتياد و جملة الشروط الداعمة الناظمة الحاكمة لسلطة الوقت البترياركية.. تنظر من علو شعري او من مجاز ميتافيزيقي إلى ذاك الآخر وكأنها تستحضره وظيفيا و تستقطره معرفيا و تجلبه إلى مظان التعين مرجعا يؤطر الأنا الشاعرة ويمنحها تحققها و يشرعن مشروعها الوجودى أو تعتمده أداة سردية نافعة كمرآة وجودية موازية تتلقى منتجاتها و تعليماتها عندما تلقى عليه الشهوة.. هل هذه الشهوة محفز جيد يزيل الأمية الشعورية عنده و بعض الغيوم تشوب ممكناته فيتخلي عن غفوته الضاربة بطوايا ذاته الذاهلة عن شروط الحوار بين طرفى الوجود و دواعى الأثير الإنسانى من إرسال و استقبال في خطاب وجودى وشعري عام ينتصر لصوت الحياة ويرهف السمع لصوت أنثى سارح صارخ بالبرية يوعده البهجة و يوعده الافتتان.. إني ألقى عليك الشهوة دعوة لهذا الآخر إلى الصحوة و الفاعلية و الإيجابية بما هى دعوة لحياة تتسع للجميع وترحب بالجميع لا يتخلون مختارين عن صوت الغواية نحو الذهاب مسافة دون حذر مع مفردات العشق و وعود التحقق…!