مصر تحارب ختان الإناث بطرق الأبواب وجلسات الفضفضة
النشرة الدولية –
يبدو أن الحكومة المصرية أدركت عدم فائدة أية عقوبات أو حملات إعلامية لإقناع الأسر بالعدول عن ختان الإناث وأضراره على الفتيات، فقررت النزول إلى أرض الميدان والاحتكاك المباشر مع الأهالي، كبداية لتغيير معتقدات مجتمعية.
وبدأت المؤسسات المعنية بشؤون المرأة في مصر التعامل بواقعية مع ظاهرة ختان الإناث، من خلال تحديد المناطق التي تنتشر فيها هذه العادة الخاطئة والنزول إليها وعقد لقاءات مع سكانها، خاصة الآباء والأجداد، لتغيير مفهوم الختان.
ويشارك في الجولات الميدانية ممثلو المجلس القومي للمرأة في مختلف المحافظات المصرية، والرائدات الريفيات، وأعضاء المنظمات النسائية ونخبة من المتخصصين النفسيين والاجتماعيين، ومجموعة من الواعظات اللاتي يتمتعن بفكر معتدل وثقة عند الناس.
وتنقسم الخطة إلى محورين، الأول يقوم على طرق الأبواب والتحاور المباشر مع الأهالي داخل وأمام بيوتهم في جلسات فضفضة لتحديد الأسباب التي تدفعهم إلى ختان الفتاة، ومحاولة ضرب المعتقدات بأسلوب علمي وديني بسيط يتناسب مع مستوى تعليمهم وظروفهم الاجتماعية.
ويقوم المحور الثاني على عقد لقاءات جماهيرية داخل كل منطقة، وسماع وجهة نظر الآباء والأمهات والأجداد، ثم الرد عليها بطريقة تدفعهم إلى الاقتناع بأن الختان بعيد عن الدين، وعادة خاطئة تلحق أضرارا نفسية وجسدية بالبنت، مع تقديم أدلة تثبت ذلك.
وما يميز التحرك أنه تتمّ فيه الاستعانة بشخصيات موثوق بها في المنطقة المستهدفة، مثل كبار العائلات والشيوخ المعتدلين فكريا ودينيا، وأصحاب العقليات المتزنة المشهود لهم بالمصداقية، حيث تتلقى الأسر المستهدفة كل معلومة من أفراد الحملة بثقة.
ويشارك معلمون ومعلمات في المهمة مع المتخصصين، باعتبارهم أكثر فئة مقربة من شريحة المراهقين والشباب (الطلاب)، كما أنهم يمثلون لأهالي المناطق البسيطة والمهمشة القدوة الحسنة، وبإمكانهم التأثير في قناعات أولياء أمور تلاميذهم.