طهران تكشف عن زيارة قائد فيلق القدس لبغداد ولا تستبعد مواجهة بين الفصائل العراقية وواشنطن

النشرة الدولية –

كشفت إيران تفاصيل زيارة قام بها قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني لبغداد أخيراً بعد أن أحاطتها بالسرية، وأكدت أن الفصائل المتحالفة معها سترد على أي هجوم يشنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل نهاية ولايته، في وقت نفى نجل العالم النووي فخري زاده اغتيال والده بأجهزة تعمل عن بعد.

بعد أن أحاطت مهمته، التي تزامنت مع تقارير عن استعدادات أميركية لتوجيه ضربة قوية لها، بالسرية والتكتم، أقر السفير الإيراني في بغداد ايرج مسجدي، أمس، بقيام قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني اللواء إسماعيل قآني بزيارة إلى العراق أخيراً، مشدداً على أن الفصائل المتحالفة مع طهران سترد في حال تعرضت لهجوم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل نهاية ولايته في 20 يناير المقبل.

ودافع مسجدي في تصريحات لقناة “العالم” الإيراني أمس، عن زيارة قآني، التي سبق أن أكد مصدر مطلع لـ”الجريدة”، منتصف نوفمبر الماضي، أنها جاءت بهدف التنسيق بين “الحشد الشعبي” و”العشائر” العراقية وقسم من أكراد العراق للتوحد في حال بدأت أي عملية عسكرية ضد فصائل الحشد.

وبشأن اجتماع قآني بقيادات الفصائل المسلحة في العراق، وطلبه منهم وقف إطلاق النار وعدم استهداف القوات الأميركية في المدة المتبقية من ولاية ترامب، أوضح مسجدي أن “جميع المجموعات والأحزاب التي لها مؤسساتها وتكتلاتها أو مكاتبها وممثلياتها ولها قياداتها سواء منها المجموعات السياسية أو ما یُعرف منها بمجموعات المقاومة؛ لها علاقاتها الإيجابية بإيران ولا ينكر أحد هذه الحقيقة، لكن سياسات طهران ظلت وماتزال قائمة علی عدم التدخل في شؤون هذه المجموعات، لكنهم يرغبون في استشارتنا ومعرفة وجهة نظر إيران وقآني، كما هم راغبون في أن نعرف آراءهم ووجهات نظرهم، وهذا طبيعي جداً”.

وعن موقف الفصائل المسلحة من الوجود الأميركي في العراق، ذكر مسجدي، أن “تيارات المقاومة في العراق مستاءة جداً من الأميركيين بعد قتل واشنطن قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وتعتبر هذا العمل الإرهابي جريمة كبری، ومطالبها واضحة بضرورة الانسحاب الأميركي، وموقف إيران الرسمي هو المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من المنطقة برمّتها”.

وشدد مسجدي على أنه “في حال ارتكبت واشنطن أي خطأ ضد إيران أو تمت مهاجمة زعماء وقواعد الفصائل، فإن المقاومة سترد وهذا حق طبيعي بأن يدافع عن نفسه”.

ونفى السفير أن تكون بلاده، المتهمة بالتدخل في البلد العربي، تعمل على إضعاف حكومة مصطفى الكاظمي، مؤكداً أن “مباحثات قآني لا تهدف إلی إضعاف الحكومة العراقية”.

ولفت إلى أن “قآني مسؤول عن العلاقات بين البلدين ویزور بغداد بتنسيق مع المسؤولين العراقيين ويلتقي بمختلف المسؤولين، كالرئيس العراقي ورئيس الوزراء والمسؤولين السياسيين ومسؤولي الأحزاب والشخصيات المختلفة لتعزيز التعاون”.

وفيما بدا أنه رسالة تحذير من حزب الله وإيران لإسرائيل، بثت قناة “المنار”، أمس الأول، فيديو مسجلاً يظهر قاعدتين للجيش الإسرائيلي، وقالت إن طائرة بدون طيار (درون) تابعة لـ “حزب الله” اللبناني تسللت إلى الأجواء الإسرائيلية، والتقطته.

وأفادت تقارير مقرّبة من الحزب المدعوم من إيران، بأن اختراق الأجواء الإسرائيلية حدث في نوفمبر الماضي، خلال مناورة الجيش الإسرائيلي “السهم المميت”، على الحدود الشمالية مع لبنان.

وغداة تأكيد أكبر مبعوث أميركي بشأن إيران، أن من غير المرجح أن تنتقم الجمهورية الإسلامية لاغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زادة قبل تولي جو بايدن الرئاسة خلفاً لترامب؛ خشية أن تعرض للخطر أي إمكانية لتخفيف العقوبات في المستقبل، اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي، أن مجرد العودة إلى الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لم تعد كافية حالياً، مشيراً إلى أنه ينبغي توسيع النصّ ليشمل خصوصاً البرامج البالستية الصاروخية الإيرانية التي تهدد المنطقة.

وعلق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على كلام ماس عبر “تويتر”، قائلاً: “احترموا التزاماتكم وتوقفوا عن انتهاك اتفاقية فيينا” المبرمة عام 2015 بين القوى العظمى وإيران. وأضاف “كفوا عن تصرفكم المسيء في منطقتنا: مبيعات أسلحة بمئة مليار دولار لدول الخليج والدعم الأعمى للإرهاب الإسرائيلي” في إشارة إلى اتهام طهران لـ”الموساد” الإسرائيلي باغتيال زاده.

وتزامن ذلك مع استهجان مندوب طهران الدائم لدی المنظمات الدولیة فی فیینا، کاظم آبادي تسريب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فحوى رسالة هددت فيها الجمهورية الإسلامية بزيادة أجهزة تخصيب اليورانيوم بموقع نظنز في خطوة تهدف على ما يبدو للضغط على إدارة بايدن التي تسعى لإحياء “الاتفاق النووي” الذي انسحب منه ترامب عام 2018.

في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على وجوب التشاور مع دول الخليج “بشكل كامل” في حال أُعيد إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، محذراً بأنه الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام.

وقال الأمير فيصل: “بشكل أساسي، ما نتوقعه هو أن يتم التشاور معنا بشكل كامل وأن يتم التشاور بشكل كامل معنا ومع أصدقائنا الإقليميين بشأن ما يحدث، فيما يتعلّق بالمفاوضات مع إيران”.

من جانب آخر، كشف حامد فخري زاده، نجل العالم الإيراني، تفاصيل جديدة، بالإضافة إلى اللحظات الأخيرة في عملية اغتيال والده التي حدثت في العاصمة طهران أخيراً. وقال في مقابلة مع صحيفة “صبح نو” إن “عملية الاغتيال لم تنفذ من مدفع رشاش مثبت على شاحنة صغيرة مركونة على جانب الطريق ويتم التحكم بها عبر الأقمار الصناعية”، في إشارة إلى الرواية التي وردت على لسان الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن علي شمخاني ووكالة “فارس” المقربة من “الحرس الثوري”.

وأضاف: “كانت هناك معركة حقيقية”، مشيراً بذلك إلى وجود منفذين مسلحين. وقال: “كل ما أعرفه هو أن والدتي كانت مع والدي لحظة بلحظة، وقبل أن يتلقى والدي الطلقة الأولى، كانت والدتي برفقته خارج السيارة، قبل أن يتلقى الرصاصات الأخرى ويسقط من ذراعها”. وكشف فخري زاده أن والده تلقى تحذيراً من عناصر الأمن المسؤولين عن حراسته بعدم الخروج يوم الاغتيال. لكنه رغم ذلك خرج، إذ كان ينوي حضور اجتماع مهم.

وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ذكرت في تقرير أمس الأول، إنه قبل اغتيال زاده نجح جهاز “الموساد” في تجنيد مسؤول إيراني مقرب من العالم وأنه كان يتابعه منذ سنة 1993.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى