الشريفة بدور في ندوة “الجائحة وتأثيراتها على المجال الثقافي”: مهرجان شبيب طوّع التحدي الى فرصة، بإطلاق نسخته “اون لاين” ومبادرة “مِن الاكتشاف الى الاحتراف”

النشرة الدولية –

قالت رئيسة اللجنة التنفيذية العليا مديرة مهرجان شبيب للثقافة والفنون، الشريفة بدور بنت  عبد الاله، ان التحدي الكبير الذي فرضته جائحة  الكورونا  على القطاع الثقافي في الاردن ، إستنْطقهُ ” مهرجان شبيب”،  بتحويل  التحدي المتراكم الى فرصة استثنائية، أطلق فيها نسخته الأولى ” أون لاين” معتمدة على  مبادرة بعنوان” مِن  الاكتشاف الى الاحتراف”.

جاء ذلك في في ندوة عقدتها مؤسسة عبد الحميد شومان ،بعنوان ” الجائحة وتأثيراتها على المجال الثقافي”، استهدفت إجراء تقييم للأضرار التي لحقت بالقطاعات الثقافية المختلفة، وتقديم خارطة طريق للكيفية التي ينبغي فيها إدارة هذه القطاعات في حال امتدت أزمة كورونا طويلا.

مبادرة ” مِن  الاكتشاف الى الاحتراف”.

وأضافت  أن المهرجان  الذي تأسس عام 1995 ، معنيّا ُ بالمشهد  الشبابي والابداعي الاردني ، ورعاية المواهب الاردنية الشابة ، وجد   في الجائحة فرصة مستحقة ،ليعيد ال  إطلاق نفسه وذلك  من خلال توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال، في إنتاج المحتوى الثقافي. وحقق ذلك بمبادرة ” مِن  الاكتشاف الى الاحتراف”.

وقد تكاتفت في هذه المبادرة ، خلال الصيف الماضي، جهودُ نُخبة فذّة من ذوي الاختصاص والريادة والعزيمة في البحث عن الموهوبين الشباب في مجال الدراما التلفزيونية. جرى تأهيلهم  أكاديميا، ثم إشراكهم في عمل  درامي يُعزز  قيم وعادات مجتمعنا الاردني والاسرة العربية.

وقالت الشريفة بدور  ان المبادرة نجحت في تطويع التحدي المستجد، وتوظيفه  لمعالجة بعض أوجه  التحديات  التي  طالما جرّفت الساحة وأخلتها تقريبا  من الفنانين،وأقالت العديد من المثقفين ،و أطفأت  الكثيرمن  الألق الاردني  في مجال الانتاج  الفني والدراما المتميزة على مستوى المنطقة.

مشيرة الى ان المبادرة أوجدت مناخات إبداعية مهمة، كشفت عن أعداد كبيرة من الموهوبين من جميع الفئات والأعمار

 

قسيسيّة  تدعو لبناء جسم ائتلافي للقطاعات الثقافية

وكانت  الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، قالت في كلمتها الافتتاحية للندوة، إننا نجتمع اليوم من أجل أن نناقش التأثير الفعلي للجائحة على جسمنا الثقافي ككل، والذي نعتبره ذا أولوية حقيقية لبناء الإنسان والمجتمع. لذلك علينا التفكير بسبل التكيف مع الظروف الراهنة، خصوصا أنه لا يوجد منظور زمني لنهاية الفيروس.

وأكدت قسيسية أهمية وضع الخطط التشغيلية للقطاعات الثقافية في ظل الأزمة، والتفكير في آليات تشبيك فعالة بين القطاعات المختلفة، وأيضا بين القطاعات الثقافية وغيرها من خارج الجسم الثقافي، للتمكن من المقاومة وامتلاك عناصر البقاء في هذا الظرف الاستثنائي.

ودعت الى التفكير ببناء جسم ائتلافي يجمع القطاعات الثقافية كلها، مع بحث الإمكانيات الموضوعية والمادية والقانونية لإنشائه، وهو الذي قد يساهم في التفكير الجمعي، وامتلاك رؤية واضحة لإدارة العمل الثقافي وبقائه.

تشخيص تحديات المهرجانات الثقافية والفنية

واستذكرت  الشريفة بدور في كلمتها ،  ان مهرجان شبيب  للثقافة والفنون ، و على مدى  رُبع قرن ويزيد،أخذ   بيدِ الفنان الأردني، وكان رائدا كموسسة تطوعية في تقديم  المواهب الشبابية الاردنية،على مسرحه الذي توزّع وتنقل ما بين  الزرقاء وعمان  وصولا الى مختلف المحافظات

وفي  سعيه لإظهار الدور الحضاري والإبداعي للتراث الأردني ، رعى وانتج الأنشطة والفعاليات والبرامج الثقافية،بمهرجانات للفرح شاركت بها نُخب  الفنانين العرب. وفي كلّ ذلك كان شريكا متواصلا مع المجتمعات المحلية، بمسؤولية  المساهمة  بالتنمية  الثقافية والاجتماعية.

فقد دَعمَ  مواهب الشباب في الموسيقى والشعر  والغناء والمسرح ،/وفي  الفن التشكيلي وكتابة القصة القصة القصيرة والرواية .كما توسع  بالترفيه الثقافي  للاطفال ،فكان مناسبةَ ترويح  متجددة للأسرة الاردنية ،بقدر ما أنجز في مفهوم السياحة  الثقافية والفنية ، باستقطاب  الاشقاء من  الفلسطينيين  في الضفة ومناطق ال 48، ومن دول الخليج العربية

وبالمقارنة مع  شقيقاته المهرجانات الاخرى  التي كانت تتزاحم على موسم صيفي واحد ، ظل مهرجان شبيب تطوّعيا ، ينوءُ بضعف او انعدام الدعم من القطاع العام ، وشُحّ الرعايات  من قطاع الاعمال الخاص.هذا مع  صعوبات عدم وجود موقع ثابت له ، بما يُكبّده ايجارات عاليه لمواقع إقامة المهرجان .

وقالت ان هذه النوعية من التحديات التي تتشارك فيها المهرجانات الثقافية والفنية الاردنية ، بدرجات متفاوته،ظلت طوال  السنوات الماضية تراوح تحت ضغوط  عدم وجود  برنامج  وطني  شامل  لهذا القطاع .

وزاد في وطأتها، غيابُ منهجية الشراكة  بين القطاعين العام والخاص في الدولة ، وفي علاقتهما  مع القطاع المدني التطوعي.

ومِنْ تحتِ كل ذلك،أعرافٌ عامةٌ متسلسلة،لا تأخذ الثقافة على محمل الجد، و تراها ترفا فائضا عن الحاجة

 

الثقافة  صناعة ثقيلة

ووصفت الشريفة بدور  ندوة منتدى شومان بانها ” مناسبة أثيرة ، للاعتراف  بقسوة الوضع  الثقافي وبغياب الرؤية والاستراتيجية له.وهو اعترافٌ بالتقصير، مشفوعٌ  بأملِ أن تتشكّل لدينا رؤيةٌ  وطنيةٌ مؤسسيةٌ جديدة  للثقافة،  في مرحلة ما بعد الكورونا، كما قالت.

فالتحدياتُ الثقافية، وبالتالي الاجتماعية والاقتصادية، نتحمّلُ نحن جميعا  مسؤولية تحويلها الى فرص.،

وقالت رئيسة مهرجان شبيب  أن ما فعله مهرجان شبيب باطلاق نسخته الاولى ” اون لاين”  ومبادرة من “الاكتشاف الى الاحتراف”، هو انه التقط  اللحظة التي  استحقّ فيها الاستثمار الرقمي، الذي يَفترضُ أن المجتمعات العربية الفتية، هي أكثر من غيرها قدرة على استثمار هذه الفرصة

واضافت :لقد  وجدنا   في الجائحة فرصة مستحقة/ ليعيد المهرجان  إطلاق نفسه في مرحلة ما بعد الكورونا، وذلك  من خلال توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال،في إنتاج المحتوى الثقافي.

وأعربت عن ثقتها بان القطاعات الثقافية  الاخرى ، من نشر وموسيقى ومتاحف ومسرح  ،تتفقُ على ان الثقافة صناعةٌ ثقيلة ،وأنها تحتاج الى ارادة وبرمجة،مع مشاركات قطاعية جادة،تُشكّل  العُدّة  التي يعمل بها  قطاع الثقافة في المئوية الثانية للدولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى