طابور.. 2009
بقلم: د. نرمين الحوطي

النشرة الدولية –

«هذا حبل نهايتي سأصنع مشنقتي لنفسي.. يقال إن اليد الواحدة لا تصفق.. ها هي ذي الواحدة تصنع كفني».

عندما نستحضر ظلمة الماضي لنحاكي قهر الحاضر؟! تلك هي مسرحية «الطابور السادس»… دفعة 2009م من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية قام منهم ثلاثي واتحدوا فكريا وعمليا ليبدعوا لنا مسرحية فكرية تحاكي العديد من القضايا السياسية والإنسانية ومن هذا وذاك وقبل تناولنا النقاط الإيجابية في «الطابور السادس» في سطور مقالنا وجب علينا تسليط الضوء على المثلث المسرحي الذي تلاعب من خلاله الكثير من العناصر المسرحية لتضيء ذلك الثالوث وهم: المؤلفة فاطمة العامر، المخرج على البلوشي، دراماتوج فلول الفيلكاوي.

٭ وجهان لعملة واحدة «المؤلف.. الدراماتوج»، عندما تتلاعب في ظلام الماضي لتستحضر منه العديد لتحاكي الواقع أرفع لكم القبعة، عندما تتلاعب الكلمات وتتكرر الجمل «أربعون عاما» أرفع لكم القبعة، عندما تبحر حروفكم في المكنون الإنساني وتخرج منها كم من الإرهاصات وتتحاور أمام المشاهد لتقوم بعملية التطهير من خلال منطق «الخلاص والغفران» لنصل إلى الحقيقة أرفع لكم القبعة.

٭ المصير: عندما أحب المخرج العالمي يوسف شاهين أن يحاكي حاضره قام باستحضار الماضي من خلال شخصية ابن رشد ليحاكي واقعه آنذاك وألف وأخرج لنا فيلم «المصير» وها نحن اليوم في الطابور السادس نستمد من العصور المظلمة قضايا قد يظن البعض أنها انتهت ولكن للأسف مازالت باقية، تلك هي الحقيقة التي حيكت بها مسرحية الطابور السادس من منطلق «العدالة الإنسانية» ذلك المبدأ الذي نقرأ عنه في تاريخنا ونسمعه عنه في حاضرنا ومن هذا وذاك يبقى لنا السؤال: هل بالفعل يوجد عدالة إنسانية؟ والإجابة شاهدناها وسمعناها في «الطابور السادس».

٭ الإخراج والإضاءة: ذلك هو الإبداع عندما يتلاحم كل من علي البلوشي وفاضل النصار ليحاكوا حركة وحوارات الممثل ويوصلوا لنا فكر المؤلف ذلك هو «الطابور السادس».

٭ الممثل: من الصعب أن تحاكي وتحكي في وقت واحد ولكن! مبدعينا وممثلين «الطابور السادس» اجتهدوا وجاهدوا في هذا وذاك إلى أن أبدعوا وأصبحوا شخصية واحدة تجمع ما بين الراوي والممثل، أرفع لكم القبعة.

٭ الإخراج: في كلمات بسيطة، أصبت ونجحت في تجميع وإبراز أدواتك المسرحية، ونجحت في إخفاء العيوب وإظهار الإيجابيات، ولعبت على عناصر وأدوات مسرحيتك لتوصل لنا قضية «الطابور السادس» بشكل عقلي مسرحي.

مسك الختام: يا بخت عين الكويت فيكم وبكم بطابور 2009، ويا بخت عين عروس الخليج بثقافة عيال المعهد العالي للفنون المسرحية، كل الشكر لدعوتكم لي لحضور عرضكم والذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي 21، شكرا بأنكم جعلتموني أحصد ثمار ما قمنا بزراعته وغرسه بكم يا دفعة 2009.

٭ اليوم أبعث لكم برسالة: «بالفعل اليوم أصبحتم تمتلكون اليدين العلم والإبداع».

Back to top button