تخبط وعجز ايراني واضح… روايات غريبة بشأن مقتل زاده
النشرة الدولية –
قدمت إيران روايات متضاربة وغريبة حول الطريقة التي اغتيل بها العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده مما يشير إلى عجز استخباراتي صارخ لطهران.
وقتل العالم الإيراني البارز البالغ 59 عاما، في 27 تشرين الثاني الماضي، في هجوم استهدف سيارته في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.
واختلفت رواية مقتل فخري زاده، إلا أن جميعها اتهم “إسرائيل” بالوقوف خلف العملية، والتي تورطت قبل ذلك في اغتيال عدد من العلماء الإيرانيين خلال العقدين الماضيين، بحسب تقرير “دايلي بيست“.
معظم الروايات الإيرانية اتفقت على أمر واحد، وهو تعرض فخري زاده لإطلاق نار من شاحنة طراز نيسان، ولم يستطع العالم النجاة، لكن تفاصيل هذا المشهد تظل لغزا.
وقال سائق شاحنة كان هناك وقت الحادث، إن انفجار أولي صدر من السيارة النيسان، ثم تبعه تبادل إطلاق نار بين الطرفين. وأوضح السائق أنه كان يوجد شخص جالس على جانب الطريق، أطلق النار على شاحنة السائق، مضيفا أن العملية تضمنت خمسة أو ستة مهاجمين.
ويصف “دايلي بيست” رواية السائق بأنها ضمن الأكثر موثوقية، خاصة إذا ما تم مقارنتها بالروايات الأخرى، التي أعقبتها لاحقا.
وادعى مخرج أفلام وثائقية إيراني أن 12 مسلحا شاركوا في الهجوم، لم يتعرض أي منهم للقتل أو الاعتقال خلال تبادل إطلاق النار.
رواية أخرى جاءت على لسان، العالم النووي السابق والذي تعرض لمحاولة اغتيال في 2010، فريدون عباسي، نقل فيها شهادات الحراس الشخصيين لفخري زاده.
وقال الحراس إن المسلحين فجروا شاحنة “نيسان”، ثم بعد ذلك بدأ قناصة في إطلاق نار على أفراد الحاشية.
رواية أخرى مشابهة جاءت على لسان وزير الدفاع، أمير حاتمي، قال فيها إنه تم إطلاق النار على سيارة فخري زاده، ثم انفجرت سيارة نيسان في الجوار، ثم توفي فخري زاده لاحقا في المستشفى.
لكن لا يتفق الجميع على أن مسلحين قد اغتالوا فخري زاده، فقد صدرت رواية مختلفة من الحرس الثوري الإيراني، مفادها أن سلاح يتحكم به عن طريق القمر الصناعي، تم اغتيال فخري زاده من خلاله.
وقال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد علي فدوي، إن فخري زاده، لقي حتفه بواسطة رشاش باستخدام “الذكاء الاصطناعي”، وذلك وفق تصريح أدلى به لوكالة أنباء محلية.
وادعى فدوي، وفقا لما نقلت عنه وكالة مهر الإيرانية للأنباء، أن “الرشاش الذي استهدف فخري زاده تم تركيبه داخل سيارة نيسان، وكان المدفع الرشاش مجهزا بنظام ذكي يتم التحكم به عبر الأقمار الصناعية”، وأضاف “تم إطلاق 13 رصاصة من رشاش كان يركز على وجه فخري زاده بكاميرا متطورة واستعانوا بالذكاء الاصطناعي”.
وقال فدوي إن “11 حارسا كانوا برفقته” وإن “تركيز إطلاق النار كان على وجهه فقط، ولم تُصب زوجته على رغم أنها كانت على بعد 25 سنتيمترا منه”.
كما ازداد الأمر غموضا برواية أخرى نقلتها مصادر عن عائلة فخري زاده، والتي تقول إن فخري زاده كان يقود السيارة وزوجته كانت بجانبه، ثم نزلا من السيارة وتوجها نحو الحرس الذي كان يحمي العالم النووي.
وأصيب فخري زاده في هذه الرواية برصاصة في الكتف، وبعدها رمى أحد الحراس نفسه على فخري زاده حتى يحميه من الرصاص، لكنه قتل وترك فخري زاده بدون غطاء.
وقال ابنا فخري زاده، إن والدهما قتل بأربع أو خمس رصاصات عقب خروجه من السيارة، من على أربعة أو خمسة أمتار.