رياح الإصلاح..* د. ناصر أحمد الجبري

النشرة الدولية –

يقول الشريف الرضي بعدما نظر إلى مدينة الحيرة وآثارها:

شهدت بفضل الرافعين قبابها

ويبين بالبنيان فضل الباني

بان فضل الشعب الكويتي الكريم بفضل اختياره لمن يمثله في مجلس الأمة الحالي ويقود مسيرته التشريعية ليوصل رسالة صريحة وواضحة بعدما عبر عن ضميره وإرادته في اقتراع نزيه بعيد عن تدخلات المتنفذين وعبث العابثين التي شوهت المسيرة النيابية، ليثبت أنه شعب محب لوطنه ورفعته، رافض للفساد بكل صوره، وجاد في عملية الإصلاح الشامل لكل الأصعدة، والتي ابتدأت من خلال الإصلاح النيابي في اختيار ممثلي الأمة بعد سنوات عجاف في مجالس سلفت شلت بها التنمية وانتهك المال العام وانتشر فيها غبار الفساد الذي أقذى عيون الشعب الكويتي وتلاشت فيها عملية الرقابة والمحاسبة التي هي عصب الإصلاح، كما قال الجاحظ: إنما يؤتى الناس من ترك التثبت وقلة المحاسبة.

كانت الرسالة من الشعب واضحة بعدما رأى كثيرا من المجالس السابقة عاجزة كل العجز عن معالجة ملفات تنموية اقتصادية وإسكانية وتعليمية وصحية وغيرها وارتفاع معدل البطالة في أوساط الشباب بشكل ملحوظ يقابل ذلك اتساع دائرة الفساد الإداري والهدر المالي والغلاء المعيشي ما هدد المواطنين في رواتبهم ليتخذ موقفه بالتغيير أملا في تقويم الاعوجاج وتعديل المسار للإصلاح ومحاربة الفساد اللذين طالما تغنى بهما أعضاء المجالس السابقة كثيرا ولم يمارسوهما إلا قليلا.

أصبح صوت الشعب مسموعا واختياره مشاهدا ما يستدعي اختيار حكومة على قدر طموح الشعب وتطلعاته مبناها على الكفاءة والخبرة لا المحاصصة، لتتعاون السلطتان بالنهوض ببلدنا الحبيب ويتعافى من حمى الفساد الذي أنهكه حتى تأخر عن ركب التقدم والتنمية والازدهار، وقد قيل: من لم تنفعه عينه لم تنفعه أذنه!

ولئن كانت رياح الإصلاح قد طرقت أبواب الفساد ودقت نواقيس الخطر على رأس كل متنفذ كان عائقا عن تنمية بلدنا الطيب، فإنني لأرجو أن تعصف هذه الرياح أكثر لتصل إلى عملية انتخاب رئيس مجلس الأمة بحياد الحكومة القادمة!

أخيرا: أبارك وأهنئ الفائزين بعضوية مجلس الأمة ونيلهم ثقة الشعب بحمل هذه الأمانة وأسأل الله أن يعينهم على أدائها على أكمل وجه بما يرضيه سبحانه أولا ثم بما يرضي الشعب الكويتي الكريم بتحقيق كل ما فيه رفعة للبلاد والعباد.

دمتم بود.