البنتاغون يشبه عملية توزيع اللقاح بـ”إنزال النورماندي”.. وتحذيرات ألمانية من تعرضها لهجمات
قالت وزارة الدفاع الأميركية إن شحنات لقاح فيروس كورونا ستبدأ بالوصول إلى جميع الولايات الأميركية صباح غد الاثنين، مشبهة عملية توزيع اللقاح بـ”إنزال النورماندي”، بينما حذر رئيس مؤتمر وزراء الداخلية الألمان جورج ماير من تعرض عمليات نقل اللقاح ومراكز التطعيم لهجمات.
وشبّه مدير العمليات في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) الجنرال غوستاف بيرنا، عملية التوزيع بإنزال النورماندي خلال الحرب العالمية الثانية، قائلا -في مؤتمر صحفي- إن شحنات اللقاح من شركة “فايزر” (Pfizer) بدأت تجد طريقها إلى مستودعات شركات النقل السريع، تمهيدا لتوزيعها على مئات المراكز في أنحاء الولايات المتحدة.
وإنزال النورماندي هو أكبر عملية إنزال عسكري بحري في التاريخ، ونفذتها قوات الحلفاء في 6 حزيران 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، وجرت في سواحل فرنسا الشمالية بغرض تحرير مناطق شمال غرب أوروبا من احتلال ألمانيا النازية، وقد أسهم الإنزال في انتصار الحلفاء في الحرب بقيادة أميركا.
وقال الجنرال بيرنا إنه في غضون الساعات الـ24 المقبلة، ستنقل شحنات اللقاح من منشآت تصنيع شركة فايزر إلى مستودعات شركتي “يو بي إس” (UPS) وفيدكس (Fedex)، وستصل اللقاحات إلى 663 موقعا على مستوى البلاد هذا الأسبوع، بحيث تصل إلى 145 موقعا يوم الاثنين، ثم ترتفع إلى 425 موقعا آخر يوم الثلاثاء، وتكتمل بـ66 موقعا إضافيا يوم الأربعاء”.
وتأتي هذه التعبئة العسكرية في الولايات المتحدة -أكبر بؤرة عالمية للفيروس- بعدما أعطت الجهات التنظيمية في البلاد مساء الجمعة الماضي، موافقتها على لقاح شركتي فايزر الأميركية وبيونتك (BioNTech) الألمانية.
وقال المسؤول العسكري الأميركي إن من المتوقع أن يحصل العاملون في مجال الرعاية الصحية وكبار السن في دور الرعاية على معظم الدفعة الأولى من اللقاحات التي يصل عددها إلى 2.9 مليون جرعة، وذلك الشهر الحالي.
وبالتزامن مع بدء توزيع اللقاح، سعت الجهات التنظيمية لطمأنة الأميركيين بأن اللقاح الذي تمت الموافقة عليه في زمن قياسي، آمن، ولم تتم التضحية فيه بالسلامة مقابل السرعة.
وقال رئيس إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية ستيفن هان -أمس السبت في مؤتمر صحفي- “عملنا بشكل سريع اعتمادا على الحاجة الماسة التي تقتضيها مواجهة هذه الجائحة، لا من أجل أي ضغوط خارجية أخرى”، مشددا على أن إدارته “طبّقت معايير عالية في مراجعة لقاح فايرز في مجالي السلامة والفعالية، بحيث يمكن للأميركيين أن يثقوا فيه”.
ولقاح فايزر-بونتيك (Pfizer-BioNTech) هو أول لقاح مضاد لفيروس “كوفيد-19” يجري التصريح باستخدامه في الولايات المتحدة، حيث حصدت الجائحة حتى الآن أرواح ما يربو على 295 ألف شخص وتقترب الإصابات من حاجز 16 مليون حالة.
وكانت بريطانيا وكندا و3 دول أخرى قد صرّحت بالفعل باستخدام اللقاح.
وفي سياق متصل، قالت شركة “مودرنا” (Moderna) الأميركية لتصنيع الأدوية واللقاحات إن حكومة الولايات المتحدة اشترت 100 مليون جرعة إضافية من لقاحها المضاد لفيروس كورونا، لتبلغ الكمية التي اشترتها 200 مليون جرعة، إلى حد الآن.
وقالت الشركة في بيان إنها ستقوم بتسليم 20 مليون جرعة نهاية الشهر الجاري، ضمن الدفعة الأولى من عملية التطعيم، و80 مليونا خلال الربع الأول من العام القادم، كما ذكرت أنها بصدد تصنيع قرابة 400 مليون جرعة لعدد من الدول التي أبرمت عقودا معها، من بينها قطر وكندا ومجموعة دول الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، حذر رئيس مؤتمر وزراء الداخلية في ألمانيا -في تصريح لشبكة “دويتشلاند” الإعلامية المحلية- من احتمال تعرّض عمليات نقل لقاح كورونا ومراكز التطعيم به لهجمات، مشددا على ضرورة “حماية عملية النقل والمراكز بسبب الأجواء المحمومة والتصريحات المتطرفة من معارضي التطعيم”.
وأضاف جورج ماير -الذي يشغل منصب وزير داخلية ولاية تورينغن- أن مناهضي التطعيم بلقاح كورونا “أوضحوا في المظاهرات مدى تطرفهم”.
وتشهد ألمانيا احتجاجات يشارك فيها مئات من معارضي اللقاحات والمطالبين بإنهاء الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي كورونا، رغم ازدياد عدد الإصابات بالفيروس.
وتوقّع وزير الصحة الألماني ينس شبان أن تتوفر الجرعة الأولى من اللقاح بحلول كانون الثاني المقبل على أبعد تقدير. ومن المقرر توزيع اللقاح عبر قرابة 30 نقطة في الولايات الألمانية، ومن ثم يتم نقلها إلى مراكز التطعيم الإقليمية، حيث يُجرى تجهيز قاعات وملاعب وفنادق لهذا الغرض.
وبلغ إجمالي الإصابات بالفيروس في ألمانيا أكثر من مليون و304 آلاف و200، بينها أكثر من 21 ألف وفاة وفق تقديرات معهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية في ألمانيا.
وعلى الصعيد العالمي، فاق عدد المصابين بالفيروس 70.5 مليونا، ضمنهم قرابة مليون و600 ألف حالة وفاة، وفق إحصاء لوكالة رويترز.