بشاير الماجد: تقدم المرأة أحرز طفرة سابقاً.. وتراجع مؤخراً

النشرة الدولية –

القبس – يسرا الخشاب

امرأة كويتية شابة، ذات طموح عالٍ وأهداف سامية، بدأت مشوار اجتهادها منذ نعومة أظفارها، فقد عرفت بكونها فتاة مثابرة في مختلف مراحل حياتها حتى أصبحت أستاذة الحقوق بجامعة الكويت د.بشاير الماجد، وقد استطاعت أن تتميز في مجال القانون وأن تضع بصمتها الخاصة في أعرق الجامعات عالمياً.

تمتلك الماجد 3 شهادات ماجستير وشهادة دكتوراه، وهي تستخدم مهاراتها في الكتابة في صحيفة فايننشال تايمز العريقة، وقد جندت قلمها لتقديم صورة إيجابية عن المجتمع الكويتي والمطالبة بحقوق المرأة، كما شاركت في مؤتمرات وأنشطة عدة وحصلت على جوائز عالمية.

تؤمن الماجد بأن المرأة الكويتية قادرة على إثبات ذاتها في مختلف المجالات، فهي سباقة في ميادين العلم والثقافة وتفوقت على مثيلاتها من الدول المجاورة، بينما ينقصها التمكين ومنحها الفرصة لإظهار الابداع، وفي ما يلي التفاصيل:

  • لمع اسمك في مجال القانون، فما أبرز الإنجازات التي حققتِها؟

لدي إنجازات عدة، فقد شاركت مؤخراً في مؤتمر غرفة التجارة بالمنطقة الشرقية في السعودية حيث سلطت الضوء على تمكين المرأة خلال منتدى المرأة الاقتصادي، برعاية أمير المنطقة الشرقية، وترأست مؤتمراً لطلبة الدراسات العليا في أعرق جامعات فرنسا وهي السوربون، كما كتبت في صحيفة فايننشال تايمز حيث أكتب عن وطني الكويت، وعن تمكين المرأة في القضاء، وأقوم برحلات لدعم الطلبة الكويتيين الدارسين بالخارج، وأحرص على مساعدة اتحادات الطلبة في الخارج؛ لأنهم ثروة الوطن، ولأنني تخرجت في جامعة كوين ماري العريقة، تمت دعوتي من قبل قناة فرانس 24 لأدلي برأيي في موضوع الرسوم المسيئة، حيث قدمت صورة عن المرأة الكويتية المحافظة على قيمها وعاداتها وتقاليدها وتمتلك ثقافة عالية، فقارعت الحجة بالحجة من دون عنف، وكذلك حصلت على جائزة أفضل محاضر في جلسة قانون الاتحاد الأوروبي بمؤتمر الدراسات العليا في جامعة درهام التي تعتبر من أفضل خمس جامعات بريطانية.

  • ما تقييمك لوضع حقوق المرأة في الكويت؟

المساواة بين الرجل والمرأة مذكورة في الدستور الكويتي، لكنْ هناك شق قانوني قد يكون به نوع من الخلل كما يوجد شق اجتماعي متمثل في النظرة الاجتماعية للمرأة في البلاد، من حيث قلة تقلدها للمناصب القيادية، كما ينقصنا التمكين والاستفادة من خبرات النساء، والالتفات للصوت النسائي والكفاءات، ما يحقق التمكين الحقيقي، وقد نعطي مثالاً من قانون العمل إذ يجب أن تكون المادتين الـ22 والـ23 منصفتان للمرأة، حيث نحتاج إلى مساواة الأجر بين الرجل والمرأة في العمل نفسه، فيما يمنح القانون عددا من الامتيازات للمرأة، وبشكل عام يمكنني أن أقول أن القوانين لا تعتبر عائقاً للمرأة بقدر الجانب الاجتماعي.

مميزات

  • عملت ودرست في بريطانيا وفرنسا ودول الخليج، برأيك ما الذي يميز المرأة الكويتية عن غيرها وما الذي ينقصها؟

المرأة الكويتية مميزة بثقافتها العالية وتعليمها الراقي، وقدرتها على اكتساب الثقافات بسهولة، فهي معتادة على العلم والاطلاع ولم يكن دخيلاً عليها، فهي تدرس في بريطانيا واسكتلندا منذ الخمسينيات، وبذلك سبقت النساء الخليجيات، كما يميز الفتاة الكويتية أنها محافظة وتلتزم بالخطوط الأخلاقية والقيم، ولا تصل لدرجة التحرر من دون قيود، وتجمع بين التحضر والعلم والحفاظ على قيم المجتمع الكويتي، وهو أمر غير متوفر في كثير من الفتيات من دول أخرى، كما أن المرأة الكويتية تدخل تخصصات كثيرة قد كانت حكراً على الرجال، مثل القانون، فالمرأة الكويتية سباقة في مجالات عديدة وقد أحدثت طفرة سابقاً لكنها مع الأسف في تراجع حالياً، حيث ينقصها أن تأخذ الفرصة وأن يتم تمكينها من الحكومة ومن المجتمع بحيث يتقبلها ويجعلها تتقلد مناصب قيادية، وتمنح المرأة مساحة كافية لتخرج ابداعها، إضافة إلى وضع كوتا نسائية في مجلس الأمة كمرحلة أولية إلى أن يتقبلها المجتمع في هذه المناصب ومراكز اتخاذ القرار.

  • أبديت اهتماماً بتولي المرأة للقضاء، فماذا يعني لك وصول المرأة إلى هذا المنصب؟

لدي مقال في فايننشال تايمز، وهي أعرق جريدة بريطانية، عن تولي المرأة لسلك القضاء في الكويت، وقد كان يعد ذلك ضغطاً لمساعدة المرأة على الوصول لما تريد، فإن اعتبروا أن المرأة عاطفية فقد يمكن ان يكون الرجل أيضاً عاطفياً، بل إن المرأة قد تكون أبعد عن الفساد، كما أنه لا يوجد قانون يمنع المرأة من أن تصبح قاضية، ولكن المجتمع أراد ذلك، لذا فأنا فخورة بزميلاتي القاضيات، ونريد للنساء أن يتقلدن مناصب أكثر في القضاء، فرئيسة محكمة التمييز في بريطانيا هي امرأة وكذلك رئيسة المحكمة في أميركا، مما يؤكد أن التحجج بالاختلاف النفسي للمرأة غير صحيح، لذا نرغب في أن نحذو حذو الدول المتقدمة.

قضايا نسائية

  • ما أبرز القضايا النسائية التي تؤرقك؟

تؤرقني هموم ومشاكل النساء، فالعنف ضد المرأة يجب أن ينتهي سريعاً، وقد يعتبر صدور القانون الأخير الخاص بالأسرة خطوة في الاتجاه الصحيح لحماية المرأة، إضافة إلى قضايا الولاية الصحية، فالقانون الذي وضع مؤخراً يعتبر منقوصاً، لأنه يمنح الولاية للأم على أبنائها فقط وليس الزوجة أو الابنة أو الأخت، مما يعد تفرقة بين النساء، كما أن الرعاية السكنية للمرأة من الأمور الأساسية التي يجب أن تنصف المرأة.

  • ما هي نصيحتك للفتيات؟

أوجه نصائحي للشباب الكويتي من الجنسين، وأقول لهم لا تستمعوا إلى المحبطين، طالما أنهم يحبون تخصصاتهم ويريدون منفعة بلادهم، فيجب أن يضعوا أمام أعينهم خدمة الوطن، وألا يلتفتوا إلى الآراء السلبية، فسواء أكان الفرد رجلاً أم أمرأة، يجب أن يمتلك شغفاً واجتهاداً ويعمل على تمثيل صورة متميزة ومشرفة لوطنه.

قمة العشرين

تفتخر الماجد لأنها مثلت المرأة الكويتية في قمة العشرين G20 بدعوة من المملكة العربية السعودية، حيث شاركت في مؤتمر الاستثمار مع وزيرين سعوديين ورؤساء مجلس إدارة من جميع أنحاء العالم، وبرزت كامرأة شابة تشارك في قمة الاستثمار السياحي وتعطي حلولاً للاستثمار الذي يفيد العالم، «فقد بينت أن المرأة قادرة على منفعة البشرية بأكملها».

أهداف سامية

شددت الماجد على أنها تسعى لإظهار صورة إيجابية عن الوطن، حيث تعمل على إبراز اسم الكويت في المحافل الدولية من خلال المؤتمرات العالمية التي تشارك فيها، إضافة إلى النشاط البحثي في مجال القانون، حيث تحاول رد جزء من جميل هذا الوطن المعطاء.

أبحاث علمية

كتبت الماجد أبحاثاً علمية ومقالات عديدة تتناول مواضيع قانونية شائكة وتهدف إلى التعرف على مكامن الخلل، حيث ناقشت قضايا غسل الأموال والتجارة الإلكترونية والتعديلات القانونية للنهوض بالاقتصاد الوطني، كما تنادي بتمكين النساء الشابات في مجالات حيوية ومهمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button