من هم جماعة “نحن” .. ومن “نحن”؟* صالح الراشد

النشرة الدولية –

تُطاردنا في المجتمعات الحالية كلمتي “أنا” و”نحن”،وخطورتهما إذا كانتا تمثلان الإتجاه السلبي الذي يبحث عن المكاسب الخاصة للفرد أو الجماعة التي تتشكل حسب فكر الفرد، وتشكل كلتا الحالتين خطورة على المجتمع تتفوق فيها أل”نحن” على أل”أنا”، كونهما لا تضعان الوطن والمجتمع بجميع أطيافه ضمن أجندتهم، لتصبح “نحن” المرضية أشد فتكاً على المجتمعات من “أنا” المرضية.

 

“نحن” ومنذ إنطلاق العولمة أصبحت تشكل نقطة فُرقة وليس مركزاً للالتقاء، فلكل جماعة سياسية “نحن” ولكل مجموعة إقتصادية “نحن” ولجميع الرياضات والأندية هناك “نحن” وفي المنتديات الثقافية تتزايد أل “نحن”، لكن هذه أل “نحن” المُغلقة لا تساهم في بناء المجتمع لأن الوطن ليس عضواً في منظومات أل “نحن” المتعددة والتي تعمل على تعظيم مصلحة أعضائها على حساب المجتمع والوطن، لذا يتركز المال بيد مجموعة تُغلق الباب أمام أي طامح وتحجب نفسها خلف أسوار عالية، فهؤلاء ينظرون إلى أين خارج إطار أل”نحن” المرضية الخاصة بهم على أنه هدف أو فريسة.

 

ولا تقل خطورة أل”نحن” السياسية عن الإقتصادية إذ تشترط على من يدخل إلى عصبتها أن يحمل جينات محددة تجعله يؤمن بهدف أل”نحن” أكثر من مصلحة الشعب والوطن، لذا يحدد هؤلاء سياسة المراحل وطريقة التعامل مع الشعب ويوفرون الحماية لل”نحن” الإقتصادية لتكون المكاسب مشتركة وفي مُتناول الطرفين، وتكون الكارثة على الشعوب إذا اختلف لصوص “نحن” السياسة و”نحن” الإقتصاد حيث سيتم سحق الفقراء جوعاً ورعباً، فيما طرفا النزاع يُكثران في دفاعهما عن مكتسباتهما بكلمة “نحن” والتي تعني أل”أنا” المرضية فقط ولكن الشعوب المقهورة لا تقرأ ما بين الحروف .

 

خطورة “نحن” تتزايد وتُصبحُ خطراً على كل ما يدب على أراضي الأوطان حين يقولون “نحن” نصنع الإعلام والإعلام الموازي، لنجد وقتها أن الشعوب تُعاني ويلات الحياة لأنها لا تعرف من “هي” في ظل تزايد أل “نحن” ليشمل الضياع جميع فئات المجتمع، كون الإعلام وزمرته يشكلون القوى الأعظم في الحياة وهم القادرون على تجميل السيء وإهانة الشريف، وهنا نجد أن الإعلام لا يمثل السيدة العمياء التي تسعى لتحقيق العدالة دون معرفة السيد من العبد بل نجد الرجل الأعمى الذي لا يعرف الحق من الباطل.

 

وللحق والتاريخ نجد أن هذه الأدوات الإعلامية شريكة أل”نحن” في كل مكان عدا “نحن” الإنسانية  هم الأخطر على البشرية ، وهم جزء رئيسي في مافيا “نحن” الإقتصاد و”نحن” السياسة، لذا دعونا نتساءل في هذا العالم الفسيح من هم جماعة “نحن” ومن “نحن”؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button