أنقذوا أبناءنا* أسرار جوهر حيات
النشرة الدولية –
تعودنا أخيراً على المقاطع والتغريدات الساخرة الكثيرة التي تروّج عن الدراسة والتعليم عن بُعد، فمرة ولي أمر طالبة يقول انه حل الاختبار بدلاً عن ابنته، ومرة طالب يبلغ معلمته أنه لن يختبر حتى تصحو والدته من النوم، ونكت نضحك قليلاً عليها، ثم نندب حظنا، لكون تعليمنا وصل الى القاع، أو ربما بمنحدر أكثر من ذلك!
اليوم وبحسب خبر جاء في جريدة القبس بعنوان «يوم التعليم الالكتروني أقصر بـ%60 من التعليم التقليدي»، يدرس أبناؤنا، من ناحية زمنية، أقل من نصف دراستهم السابقة، دون أن تعمل وزارة التربية على اعادة جدولة الجدول الدراسي وأن تجعله موائماً لهذا الانخفاض في مدة الحصة الدراسية، واليوم الدراسي، فابناؤنا بالكاد يدرسون ساعتين ونصف الساعة يومياً، تقسم بين المواد الاساسية كالرياضيات والعلوم وغيرها، والمواد الاخرى كالموسيقى والتربية البدنية! دون أن يعي مسؤولو الوزارة أنه كان من الواجب عليهم أن يلغوا بعض المواد طالما أن التعليم في زمن كورونا طارئ، وعن بعد، بدل أن يقلصوا اليوم الدراسي على حساب مواد اساسية.
اليوم، تعطينا وزارة التربية انطباعاً بأنها ترغب فقط في اتمام العام الدراسي، واستمرار التعليم، أياً كان شكل هذا التعليم ودون الالتفات لجودة التعليم الممنوح لأبنائنا، وتؤكد لنا الوزارة بقراراتها أن الغش أصبح مباحاً، وتحت مرأى ومسمع منها، ولكنها «اعمل نفسك ميت»، وكأن من يدير الامور يعمل بعقلية «خلوا السنة تعدي على خير» ولكنها لن تعدي على خير تعليمياً للأسف.
فابناؤنا في الصفوف الأخيرة من الثانوية، سيتخرجون متفوقين نعم، لكنه تفوق غالبا ما يكون بفعل عوامل عديدة، في مقدمتها الغش، وما بني على غش لن يستمر طويلاً، فهؤلاء سيدخلون الجامعات والمعاهد، وسيتعثرون لأنهم لن يتمكنوا من الاستمرار في الغش طيلة حياتهم، وان استمروا وتخرجوا في الجامعات فلن يفلحوا بالوظائف، لكونهم غير مهيئين بتعليم جيد.
وابناؤنا في صفوف التأسيس كذلك، سينهون عامهم الدراسي هذا، بشهادة تؤهلهم للصف الذي يليه، لكن دون تحصيل علمي، دون تأسيس، بل ليست مبالغة ان قلنا انهم سينتقلون للصف التالي دون أن يتعلموا حتى كيف يمسكون بالقلم.
وندائي اليوم، لوزارة التربية، ولمجلس الوزراء، ولسمو الشيخ صباح الخالد الصباح تحديداً، انقذوا ما يمكن انقاذه من تعليم ابنائنا، فهي صحيح سنة واحدة، لكن ان اخفقت التربية في منح التحصيل العلمي للطلبة خلال هذا العام، ستتراكم خيبات التعليم، وسيبنى على هذا العام أعوام تعليمية ركيكة بالمستوى والجودة، ستدمر مستقبل ابنائنا.
اليوم، العالم أجمع يواجه كورونا، ولسنا وحدنا، فدول العالم أوجدت حلولاً لا نعجز عنها، فاليوم أسواقنا مفتوحة، مجمعاتنا تستقبل الطلبة، المطاعم مملوءة بالحياة والرواد، فلماذا لا ننقذ تعليمنا، ونفتح أبواب المدارس أمام طلابها، بحلول تواكب الازمة، وهي كثيرة منها التعليم الهجين الذي يدمج بين الالكتروني والتقليدي، أو نظام المناوبات، وذلك لضمان التباعد الاجتماعي، فيكفي ما لحق من تدمير للتعليم جراء إيقافه 7 أشهر بلا مبرر واضح.
وهنا، أود أن أحيي كل أكاديمي وتربوي، سعى من بداية الأزمة الى عدم إيقاف التعليم والاهتمام بابنائنا، وأسجل إعجابي بمبادرة التعليم أولاً، وما تسعى اليه الفاضلة د. دنا المشعان لافتتاح المدارس، فاليوم، اهم ملف يبحث عن الاصلاح هو التعليم، ومتى ما صلح، ضمنا مستقبلاً مشرقاً.