واشنطن “ترامب” على طريق روما “نيرون”* صالح الراشد
النشرة الدولية –
روما وواشنطن، نيرون وترامب مترادفات في إدارة الحكم، فنيرون أحرق روما وترامب في طريقه لإشعال واشنطن بل قد تتصاعد الأمور وتعود بلاد الديموقراطية إلى الحرب الأهلية كون ترامب يرفض التخلي عن كرسي الحكم، لذا فقد أصابتنا الحيرة من تصرفات وأفعال الرئيس الأمريكي المخلوع من شعبه عبر صناديق الإقتراع، فالمهزوم يرفض الإعتراف بأن الشعب الأمريكي لا يُريده ولا زال يتخيل بأنه تم تزوير الإنتخابات والتلاعب بالنتائج من قبل أعداء النجاح “حسب معرفته وعلمه”، بل ان أوهامه تُصور له بأنه معشوق الشعب وأنه سيحارب حتى يلبي نداء الجماهير العريضه.
ترامب وبطريقته المتخلفة سيهدم واشنطن وسيدمر المعبد على جميع من فيه، فهو يروج الإشاعات ويُشكك في نزاهة القضاء ويستنفر عصاباته وميليشياته المسلحة ضد الآخرين، مما يهدد الأمن والإستقرار في الولايات المتحدة وبذلك يهدد الأمن العالمي، فترامب يرغب بجنون في كرسي الرئاسة حتى يواصل التنمر على العالم ويفرض ما يُريد من قرارات تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة التي لا يعترف بها، لذا فقد جاء بصفقة القرن للقضية الفلسطينية واعترف بصهيونية الجولان وهما قضيتان كارثيتان لأن للعالم فيهما قرار مغاير.
وأحرج ترامب بلاده بالخروج من إتفاقية المناخ والتي ستعود بلاده للعمل بها بعد مغادرته، كما ستعود للإنضمام لمنظمة الصحة العالمية، إن هذه الأفعال لا يقوم بها سياسي سليم العقل، لذا قد يكون فشل ترامب في فرض فكره المريض كما كاليجولا سبباً في تأخر حالته المرضيه، وربما يبكي ليلاً ويعلن الحرب بتوجيه ضربات عسكرية لإيران وإن عَظُمَ جنونه فقد يضرب الصين كونه القائد العام، وعندها سيبقى على كرسيه فترة من الزمن قبل أن يلفظه التاريخ من أسوء أبوابه.
فترامب الذي يروج أكاذيب معيبة أثبتت هشاشة الرئيس بأن نصره المزعوم قد سُرق، وأنه كان الأجدر بتاج أغصان الزيتون ليظل مُخضراً دائما، لذا قرر نعم قرر وقبل أسابيع قلائل من مغادرته للبيت الأبيض أن يقوم بطرد عدد كبير من كبار السياسة الأمريكية ويعين غيرهم لأحد سببين، فإما يُريد أن يحجب الخبراء عن الرئيس الجديد أو أن يورط جو بايدن بموظفين ليسوا بمستوى الحلم الأمريكي، وهو تصرف لا نشاهده في العادة إلا في دول العالم الثالث.
ترامب أو ميكافيلي وربما الدونكيشوت جعل أنصاره يواجهون بشراسة كل من يقترب من الرئيس المخلوع، متسلحاً بمدافع “تويتر” بإطلاق تغريدات تُثير أنصاره من ميليشيات مسلحة من أمثال حركة بوغالو،حفظة القسم، الثلاثة في المئة، هوتاري وكو كلوكس كلان، وهذه ميليشيات عنصرية مسلحة تتغذى من عنصرية ترامب وقد تُشغل أميركا وتجرها صوب حرب لا تُبقي ولا تذر ، ليضع ترامب نفسه في مواجهة القوى السياسية والعسكرية والإقتصادية وربما يكون مصيره نسخة مكررة من مصير كاليجولا، فترامب لا يتعظ من دروس الماضي لأنه لا يُجيد قراءة التاريخ والحاضر والقادم كما يجب أن تُقرأ لذا فهو فاشل في تقديم مصلحة بلاه على مصلحة الخاصة ليكون الثمن إنتشار الرعب في الشوارع الأمريكية وضرب لثقافة الإنتقال السلس للسلطة.