بأمر ولي العهد السعودي حذف نصوص الإعدام والكراهية تجاه اليهودية وضد مثليي الجنس من المناهج

النشرة الدولية –

ألغت السعودية للمرة الأولى النصوص التي تحض على الكراهية تجاه الأديان الأخرى، من الطبعات الجديدة للكتب المدرسية، حسبما أفاد تقرير لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي.

وبحسب مجلة “التايم” الأميركية، فإن السعودية عكفت على إجراءات إصلاحية جديدة، تمثلت في إزالة المواد التي تحتوي على لغة هجومية تجاه الأديان الأخرى، واستبدالها بنصوص أكثر اعتدالا وتسامحا.

وأشارت المجلة إلى أن التعديلات الجديدة شملت حذف دروس الكراهية سواء تجاه المسيحية أو اليهودية وحتى ضد مثليي الجنس، إضافة إلى الإملاءات الإسلامية المتمثلة بالدفاع عن العقيدة باستخدام العنف.

وقال المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، فهد ناظر، إن مسؤولي التعليم السعوديين، وجدوا “بعض المواد التي اعتُبرت مرفوضة ومسيئة” في الكتب المدرسية للمملكة، وبذلوا “جهودا متضافرة لإزالة كل هذه المواد من المنهج بأكمله”، واستبدال “هذه المواد الهجومية بالدروس التي تعزز الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي”.

ومع ذلك، لم يرصد تقرير معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، الذي يتخذ من القدس مقرا له، أي إضافات جديدة للأجزاء المحذوفة خلال التنقيحات الأخيرة.

يقول المدير التنفيذي لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، ماركوس شيف، إن “هذا التغيير يدعو للتفاؤل (…). إنه جهد مؤسسي حقيقي على أعلى المستويات لتحديث المناهج التعليمية في السعودية”.

وبحسب التقرير، حذفت الأجزاء الأكثر تعصبا في هذه المناهج ومنها عقوبة الإعدام بكافة أشكاله على “الزنا وأفعال الشذوذ الجنسي وأعمال السحر”، بحسب توصيف هذه المناهج سابقا.

مسؤولان في وزارة الخارجية الأميركية، قالا لمجلة “التايم”، إن الفضل في التغيرات الجديدة يرجع لولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان، مردفا: “الإدارة تدعم الكتب المدرسية الخالية من التعصب والعنف، وتدعم أيضا تطوير برنامج تدريب المعلمين السعوديين”.

ويؤكد المسؤولان اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، أن الرئيس دونالد ترامب منح ولي العهد السعودي مساحة لإجراء إصلاحات في البلاد من خلال الانتباه إلى مخاوف المملكة من طموحات إيران الإقليمية.

أجرى محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية بارزة منذ توليه ولاية العهد في المملكة الخليجية الثرية بالنفط عام 2017، حيث عزز حقوق المرأة على وجه الخصوص من خلال السماح للنساء بقيادة السيارة والحصول على جواز سفر والسفر إلى الخارج دون إذن من ولي الأمر.

ومع ذلك، تعتبر منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن هذه الإصلاحات الاجتماعية لا تعوض سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان، بما فيها الحرب في اليمن التي قتلت المدنيين، إضافة إلى قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصليه بلاده بإسطنبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى