التشكيلية “دينا فاضل” ترسم «قصة حب» بأسلوب تعبيري وريشة صوفية
النشرة الدولية –
تستلهم الفنانة التشكيلية دينا فاضل من معاني الحب لوحات فنية تدعو إلى حب ذواتنا وحب الحياة والطبيعة.
تتنوع الموضوعات التي يطرحها ويناقشها فنانون تشكيليون بلغة الريشة والألوان، لكن يبقى الحب عنواناً جاذباً لكل من يدرك معناه، ولا يكتفي بحصره في حالة الحب الرومانسية التقليدية بين رجل وامرأة، بل ينطلق مع فضاء المعنى والدلالة إلى أفق يتسع لكل معاني الحب.
هذا هو مضمون المعرض الذي أحتضنه أخيراً “غاليري بيكاسو” في ضاحية الزمالك بالقاهرة، ويضم مجموعة رائعة من اللوحات للفنانة المبدعة دينا فاضل.
بين حين وآخر، يجري الإعلان في القاهرة عن معرض تشكيلي يتناول “الحُب” كموضوع رئيسي تدور حوله أعمال الفنان، وغالباً ما يكون ذلك متزامناً إما مع عيد الحب المصري الذي يوافق 4 نوفمبر من كل عام، أو يوم الفلانتين في 14 فبراير سنوياً.
وفي هذا الإطار، أستضاف “غاليري بيكاسو”٬ معرض “قصة حب” للفنانة دينا فاضل٬ ويضم عدداً من اللوحات التي جاءت ألوانها الهادئة معبّرة عن فيض الرومانسية الجميلة من ناحية، وحالة الوجد التي لا تنتهي وتكون مهيمنة على كل إنسان يعرف الحب في معانيه الشاملة، بعيداً عن مجرد حصره في إطار علاقة رجل وامرأة.
وقد حاولت الفنانة دينا فاضل توصيل هذا المعنى المرتبط بالحب من خلال حديثها عن معرضها الجديد، بقولها: “نحن وُلِدنا من الحب، الحب هو أمُنا”، وأضافت: “يبدو أننا اكتسبنا على مر السنين طاقة ذكورية في التعامل مع مختلف الأمور، أصبحنا منفصلين عن حقيقتنا الداخلية، وفقدنا إحساس الرحمة والحب لبعضنا البعض. ومع ذلك، لدينا جميعاً بذرة الحب بداخلنا، فقد أدخلها الله في روحنا قبل الخلق”.
ثم تعود لتترجم لوحاتها عبر تساؤلات على شاكلة: “ماذا علينا أن نفعل لنشعل هذه البذرة، لنعيد التواصل مع أنفسنا وبعضنا بعضا؟ كيف يمكننا أن نجدّد قصة حبنا مع كل من نحب، مع الطبيعة ومع أنفسنا؟”. قبل أن تضع الإجابة الشافية: “دعونا نسمح بالاتحاد بين الطاقات الذكورية والأنثوية للتجلي، والعيش في تلك الحالة من التوازن السلمي والاستسلام للحب”.
ويبرز الحسّ الصوفي في لوحات دينا، وهو ما يبدو من رمزية واضحة في بعض لوحاتها كتلك المستلهمة من حركات راقص التنورة “البندولية” المعروفة كطقسٍ في احتفالات الطرق الصوفية، ويتماشى ذلك مع كونها فنانة تعبيرية تستسلم للعالم الروحي، مما يسمح لها بتغذية عملها الفني بتدفق صوفي يسمح للمتلقي بأن يسافر بجميع حواسه مع أعمالها إلى عالم آخر.
يشار إلى أن فاضل وُلدت وتربت في المملكة المتحدة، وعاشت في دولة قطر لسنوات عديدة، وتقيم في مصر منذ سن الثامنة عشرة. وقد حصلت دينا على العديد من الجوائز في مجال الفن والتصميم، وأظهرت موهبة فنية واعدة منذ سنّ مبكرة، كما أنها لم تكتفِ بالموهبة فقط، بل عملت على صقلها بالدراسة المتخصصة، حيث إنها تواصل دراستها الفنية من خلال برامج مختلفة في جامعة لندن للفنون.
لم تكن الفنانة ذات الأصول المصرية التي عاشت لسنوات في بلد غربي، وحدها من اختار الحب ليكون منطلقاً لأعماله، فقد أقام الفنان المصري المقيم في الولايات المتحدة عياد النمر هو الآخر معرضاً استضافه نهاية العام الماضي غاليري “آرتس مارت” بالقاهرة، تحت عنوان “عوالم الحب”، وهو عنوان يتسع للغة التشكيلية الرحبة التي ينظر بها الفنان إلى هذه العوالم.
وفي ذلك المعرض استعان الفنان بالخطوط الهندسية والتلقائية لتشييد مساحات بصرية ترتبط بثيمة الحب، الذي يبدأ تصوره عنه من المهد، فتجد له لوحة بعنوان “وليد جديد” بطلتها سيدة تحمل وليدها للمرة الأولى، كما لو أن الأمر بمنزلة اختبار لمشاعرها الأولى مع ذلك الحب الخاص.
كما اتسعت فكرة الحب لدى الفنان، لتشمل البيوت مثلما الحال في لوحة له بعنوان “في الأفق”، بجانب لوحات أخرى جسدت معاني حب الطبيعة وما فيها من أشجار ونخيل وزهور، وكذلك يجد المتلقي حضوراً غنياً للنساء اللاتي يبحثن عن بطولة وسط عوالم الحب. ويسعى النمر – إجمالاً – إلى إيجاد صيغ لتفاعل الحب داخل المجتمعات.
يذكر أن النمر تخرّج في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان عام 1977، وعمل بعد تخرجه في تعليم الفنون بالعاصمة الأردنية عمّان، ويعيش في الولايات المتحدة، وله إصدارات في التربية الفنية والرسم، وأكثر من 15 معرضاً في عدة بلدان منها مصر والأردن وأميركا.