لبنان: “التمكين الإقتصادي للنساء والشابات: سلاح في وجه العنف” بلقاء افتراضي بالتعاون بين مؤسسة الصفدي واليونسكو
النشرة الدولية –
ضمن إطار حملة “16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الإجتماعي” والأسبوع العالمي لريادة الأعمال، نظّمت مؤسسة الصفدي بالتعاون مع مكتب اليونسكو في بيروت لقاءً افتراضيًا حمل عنوان “التمكين الإقتصادي للنساء والشابات: سلاح في وجه العنف”، شارك فيه إلى جانب نائب رئيس مؤسسة الصفدي الوزيرة السابقة فيوليت خيرالله الصفدي، أخصّائي برنامج التعليم والتدريب التقني والمهني في مكتب اليونسكو في بيروت الأستاذ سليم شحاده، وحضره العديد من ممثلي المنظمات من الشركاء، وعدد من الإعلاميين.
تخلّل اللقاء محوران، الأول تحت عنوان “بناء قدرات الشابات والنساء في مجال الأعمال غير التقليدية: وسيلة لكسر الصورة النمطية الجندرية” أدارته الإعلامية أمال الياس سليمان و شاركتها الحوار مسؤولة وحدة التمكين الاقتصادي في مؤسسة الصفدي نيكول يمين، والثاني تحت عنوان “ريادة الأعمال فرصة لدعم الشابات والنساء وحمايتهنّ من العنف الجندري”، وأداره الأخصائي في ريادة الأعمال السيد حمزة عبيد، وشاركته مسؤولة وحدة التمكين الاجتماعي في المؤسسة ومديرة المشروع المشترك مع اليونسكو فرح الشريف.
بعد الكلمة الافتتاحية التي ألقتها السيدة أمال، حيث أشارت إلى أنّ “مؤسسة الصفدي لطالما كانت سبّاقة في دعم المرأة وتمكينها إقتصاديًا، وتسعى دائمًا مع الشركاء والداعمين، ومن بينهم اليونسكو، إلى أن يكون للمراة حصة في كل مشروع بهدف تمكينها كي تصبح أكثر فعالية في بناء العائلة والمجتمع والوطن، بالشراكة مع الرجل”، استهلّت الوزيرة خيرالله الصفدي كلمتها مرحّبةً بالحضور، وأشارت إلى “أننا نجتمع في نهاية حملة 16 يومًا لمواجهة العنف ضد المرأة وفي الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، لنؤكّد على أنّ التمكين الإقتصادي للنساء سلاحٌ فعّال في مواجهة العنف، وهذه ليست شعارت بل في صلب عمل مؤسسة الصفدي”. وأضافت “كل أنواع العنف سببها العنف الجندري بشكلٍ أساسي، ونسبته مرتفعة في البلدان النامية نظرًا لغياب القوانين والتشريعات، لذا، ومن أجل الحدّ من العنف، علينا المواجهة، ليس فقط لسن القوانين وتطبيقها، ولكن لتغيير الأداء الحكومي والرسمي بشكلٍ جذري”، وتابعت قائلةً “تغيير المعتقدات الإجتماعية والتربوية أمر مهمّ جدًا”. ولفتت إلى أنّ “التمكين الإقتصادي جزء لا يتجزّأ من وسائل مواجهة العنف ضدّ المرأة، ومؤسسة الصفدي اعتمدت هذه الاستراتيجية منذ أكثر من ١٣ عامًا، ومئات السيدات والشابات تدرّبن ضمن برامج المؤسسة وتغيّرن وغيّرن نحو الأفضل. ولكن، أتت جائحة كورونا لتؤدي إلى تراجع دور المرأة في الإقتصاد، وإلى ارتفاع نسبة العنف بحقها وفقًا للدراسات، وهذا التراجع الدراماتيكي في الإقتصاد دفعنا إلى تعديل استراتيجية عملنا، فعززنا، إضافةً إلى المراكز في طرابلس، التدريبات في مركز عكار واستحدثنا مركزًا جديدًا في بيروت”. وختمت خيرالله الصفدي كلمتها متوجّهةً إلى المرأة ” رسالتي إلى كل امرأة: حياتك بين يديك، ابحثي عن دور لك أينما وجدتِ، واجعلي من الرجل شريكًا ،ولكن قولي “لا” وبصوتٍ عالٍ لكلّ أنواع العنف”.
من ناحيته، قال الأستاذ سليم شحادة إنّ “التمكين الاقتصادي للمرأة يعني دمج النساء في الإقتصاد عبر تعزيز قدراتهنّ على المشاركة في عمليات التنمية الإقتصادية والاستفادة منها بطرق تعترف بقيمة مساهمتهنّ، وتحترم كرامتهنّ. لذا يجب مساعدة المرأة لتنمية المهارات المطلوبة في سوق العمل”. وتابع، “وفقًا لليونسكو، فإنّ الاستقلال المالي والتمكين الاقتصادي للمرأة والشابات من أهم العوامل لإعادة تأهيل المجتمع والمساهمة في رفع مستوى المعيشة وجودة الحياة”. وفي هذا السياق، نوّه شحادة بعلاقة الشراكة والتعاون الدائمين بين اليونسكو ومؤسسة الصفدي، وذكر أنّ “اليونسكو تعمل دائمًا على إدراج الشابات في جميع نشاطاتها حرصًا منها على تعزيز مكانة المرأة في بناء المجتمعات، كما هو الحال في برنامج اليونسكو للتعليم والتدريب الفني والمهني المعجّل للشابات والشباب الأكثر حاجة، المموَّل من وزارة الخارجية النرويجية، والمنفّذ من قبل مؤسسة الصفدي، حيث يتمّ تنفيذ دورات تدريبية تهدف إلى تمكين النساء والشابات في طرابلس والشمال، وتدعيم قدراتهنّ وتزويدهنّ بقدرات تمكّنهنّ من مواجهة التحديات”. وختم شحادة مشدّدًا على “ضرورة تفعيل دور المرأة في سوق العمل، لأن هذا الأمر ضرورة اقتصادية وقيمة مضافة، وعنصر من عناصر تقدّم المجتمعات ومكافحة الفقر، ولتحقيق هذا الأمر، يجب على كل القطاعات، أكانت خاصة أو عامة، التعاضد والتعاون”.
وتلا الكلمات الافتتاحية، مداخلات لنساء وفتيات شكّلن قصص نجاح متميّزة وفريدة في مؤسسة الصفدي، وكانت رسالتهنّ أنّ الصبر والمثابرة والصمود في وجه التحديات سبيل للوصول إلى النجاح.