الثقة قُتِلت .. والشعب كارهٌ للحكومة والنواب
بقلم: صالح الراشد
النشرة الدولية –
تفاقمت الأمور في الوطن وتمترس كلٌ خلف آراءه وفكره، وتولدت قناعات لدى الجميع بأنهم على حق والبقية على باطل، وأصبح كل مسؤول من رئيس الوزراء للوزراء للنواب والاعيان والأحزاب والإعلام يعتقد في نفسه بأنه يملك المعرفة الكاملة، وأنه صاحب الفكر القويم لانقاذ الوطن والبقية أصحاب فكر سقيم، وهنا أسقطت حسابات الوطن عند هؤلاء كون الوطن ينهض بالفكر التكاملي الشمولي متعدد منابع الرأي حتى تعم المعرفة، لكن في ظل عدم وجود الأفضل في بيت الحكومة وتحت القبة والبقالات الحزبية ودور الاستعراض الإعلامي فإن الوضع جدُ خطير، ويحتاج لمراجعات شمولية لإنقاذ الوطن من قرارات وفكر هؤلاء مجتمعين.
لنجد ان أحد أهم مقومات الوطن في طريقها للموت، وهي التي تمنح الأوطان هواء الحياة والقدرة على النهضة والتطور، وهي الثقة التي تعاني ودخلت مرحلة الإنعاش وربما الموت السريري، فالشعب لا يثق بالحكومة ولا بمجلس الأمة بشقيه من نواب وأعيان، والثقة بين الحكومة والنواب معدومة كونها مبنية على المصالح المتبادلة، فالتصويت له ثمن معنوي أو مادي، لذا لا يثقان ببعضهما البعض ليكون النفاق عنوان العلاقة، ويؤدي نقص الثقة إلى تأجيج الشارع الكاره للطرفين على حد سواء، في ظل تقصير النواب في حماية الشعب من تغول حكومة لا تهتم إلا برفاهيتها الخاصة والمغتصبة من قوت الشعب.
وهنا يموت أيضا الحوار ويتوقف، وتصبح طرق الاتصال مقطوعة، ويزداد الجميع تمترساً وراء فكرهم ومواقفهم حتى لا يقال عنهم مخطئين، ففي مراكز الحكم لا يُخطئون ولا يعتذرون لذا لا ينطبق عليهم حديث رسول الله :” كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ”، ليساهم من ينطبق عليهم حديث الحبيب المصطفى بقتل الحوار برفضهم الاستماع للآخر تحت مبدأ الشك في نوايا الآخرين، لذا فاننا لا نجد تحت القبة حوار هادف بين النواب والحكومة قائم على الصدق والوطنية ومبني على احتياجات الشعب، بل نستمع ونشاهد صراخ وعويل وبقي اللطم تحت يصبح ساحة للحرب وعندها يعود “كاليجولا” من جديد يُمجد حصانه.
آخر الكلام:
جهل أصحاب القرار يزيد من تفاقم الأمور وسوئها فيتسببون في صعوبات في الحياة ويدفعون بالجميع للحائط، لذا غادروا رحمكم الله.