الكاتبة والشاعرة ريم قمري: مشروع كاتبة قيد الإنجاز تحاول ان تتبع خطوات شغفها بالكتابة

النشرة الدولية – حوار طلال السُكرّ –

الشاعرة التونسية، ريم قمري، تكتب الحياة، بيتها الشعري علبة من التحولات، والقصيدة لديها مواقف واختيارات، تكتب كي تتجاوز عوالمها الضيقة، وكي تحلّق ملءَ السماء، شاعرة في جعبتها أكثر من حلم، تؤمن أن الأجمل يصنعه الحالمون، تعتبر نفسها في دربة متواصلة و لا نهائية على درب الكتابة.

نشأت في عائلة في الواقع لا علاقة لها بالكتابة و الأدب، لكن القراءة كانت شي مقدس و هام و كانت امي تحرص حرص شديد منذ سنوات الطفولة الأولي على جعل المطالعة طقس يومي مكمل لواجبات الدراسة.

هنا نص الحوار كاملاً

  • من هي الكاتبة والشاعرة ريم قمري؟

هي مشروع كاتبة قيد الإنجاز، تحاول ان تتبع خطوات شغفها بالكتابة، وتؤمن بأن الكتابة طريق نقضي عمرا كاملا في محاولة قطعه دون الوصول، فالوصول ليس هدفا او غاية، لأننا لو وصلنا انتهينا.

اذا أنا أعتبر نفسي في دربة متواصلة و لا نهائية على درب الكتابة.

  • متى بدأت قمري الكتابة؟

أعتقد أنه من الصعب تحديد متى بدأت الكتابة، أظن أنني كنت دائما مسكونة بالكتابة و القراءة

لكني تأخرت كثيرا في النشر، كنت متخوفة جدا من تجربة النشر و اجلتها كثيرا

اما الكتابة باعتبارها فعل حياة فاظنني منذ وعيت بفعل الكتابة و القراءة كتبت خربشات طفولية صغيرة.

  • كيف ساهمت سنوات النشأة الأولى في تشكيل وعيك الثقافي وذائقتك الإبداعية؟

نشأت في عائلة في الواقع لا علاقة لها بالكتابة و الأدب، لكن القراءة كانت شي مقدس و هام و كانت امي تحرص حرص شديد منذ سنوات الطفولة الأولي على جعل المطالعة طقس يومي مكمل لواجبات الدراسة.

ابي من ناحيته و بحكم عمله في المطبعة الرسمية و هي جهاز تابع للوزارة الاولى كان يحرص على اقتناء كل الكتب المطبوعة حديثا و جلبها للبيت ، و ان كان في الواقع لا يميز بين انواع الكتب التى يجلبها وهو ما سمح لي بقراءة كتب اكبر من سني في السياسة و الاقتصاد و التاريخ وهذا وسع من افاقي و جعل معلوماتي اكثر ثراء في سن متقدمة

  • كيف هي طقوس الكتابة لديك؟

صدقا لا طقوس معينة لدي، أنتظر فقط ان تأتيني الكتابة طواعية فاكتب، بالبيت بالمكتب بالسيارة على الهاتف او اللابتوب او على ورق ، حين تأتي لحظة الكتابة و تبدي رغبتها في الظهور أفتح لها الباب ومهما كان الوضع او المكان الذي أوجد فيه ، و هذا تعلمته من الصحافة و الاعلام حيث يكون علبك ان تحرر مقالك وسط قاعة أخبار ضاجة و غبر هادئة بالمرة.

لكن هذا لا ينفي اني احيانا انعزل في غرفة و اغلق الابواب و النوافذ في هدوء تام و اكتب

بإختصار النص يفرض وحده طريقة كتابته

  • هل تجد أن هناك تضارب أوتداخل بين العمل الإعلامي والثقافي؟

على العكس تماما العمل الاعلامي هو عامل محفز جدا كما انه ثري دائما بالأحداث

إضافة الى ان الكتابة الاعلامية هي ايضا دربة يومية على الكتابة

مع اني حاليا ابتعدت عن العمل الاعلامي بشكل رسمي و أكتب فقط اذا ما دعتني الرغبة إلى ذلك

  • الكاتبة ريم عضوة نشيطة في جمعية الكاتبات المغاريبيات بتونس هل لك ان تحدثينا عن اهدافها ونشاطاتها؟

في الحقيقة الجمعية حلم كبير جمعني بكاتبات مبدعات مثل فاطمة بن محمود حيث عملنا معا من أجل تسليط الضوء على التجارب الإبداعية ليس فقط ببعدها المغاريبي بل ايضا ببعدها العربي

لاننا نعتقد ان الكاتب و المبدع العربي يحتاج للتعريف بأدبه و قلمه من خلال دراسات نقدية و قراءات معمقة تبحث في كنه الأثر الأدبي

و أعتقد ان الأستاذة فاطمة بن محمود اشتغلت على الجانب النقدي و ستتوج تجربتها في الجمعية بكنتل نقدي يظم القراءات التى أنجزتها

اما انا فركزت على الجانب الاعلامي و التنظيمي في الجمعية و بصدد اعداد كتاب حوارات مع الأدباء والكتاب اللذين قمنا باستضافتهم في الجمعية

شخصيا تجربة الجمعية اضافت لي الكثير، و جعلتني أنظر للاثر الادبي عموما نظرة مختلفة، نظرة تشرح النص و تقرأه بعين ثالثة محايدة ، من خلال قراءات الصديقة فاطمة بن محمود.

  • هل فكرت يوماً الكتابة بغير العربية؟

في الواقع لا لكن ربما يوما لما لا.

من كان يدعم ريم قمري حتى ما وصلت إليه؟

اولا إيماني بنفسي و رغبتي في التعلم ، ثانيا الكثير من الأسماء الهامة في المشهد الثقافي التونسي و العربي ثالثا و هذا الأهم انا لم أصل بعد ما أزال على عتبات البداية

هل من مكان لوطنك فيما تكتب ريم قمري؟

كل ما نكتبه هو الوطن في النهاية ، ما نحن إلا مظهر من تمظهرات هذا الوطن ، نحن ابناء بيئتنا نكتبها حين نكتبنا ، وكل كتابتنا تشبهنا و بتالي هي تشبه البيئة و الارض و الثقافة التى ننتمى إليها وجوبا

  • مانوع الشعرالذي تكتبه؟

في الحقيقة انا لا أحب تصنيف الشعر، و أعتقد أن الشعر عصي على التصنيف، كما ان دوري هو ان أكتب و اترك للآخرين تصنيف ما اكتب

كيف تصفِ لنا الكاتبة والشاعرة والإعلامية ريم المبدعين والأدباء في تونس ومستوى النشاطات الثقافية مقارنة بالدول العربية الأخرى؟

صدقا كما اسلفت لك الذكر انا لا أحب التصنيفات و لا اجيدها اصلا ، و ليست مهمتي

فقط سأقول أن الواقع الثقافي ليس في تونس فقط بل في العالم العربي لا يزال يبحث عن هوية و مازال المبدع يتخبط و كثير من المسائل فيما يتعلق بالأدب لم تحسم بعد

صحيح أننا نلاحظ حراك ثقافي و مهرجانات و ملتقيات كثيرة و متعددة لكنها في أغلب الاحيان و مع الأسف هي مهرجانات تسجيل حضور و صور و مجاملات .

المبدع و المثقف عموما لايزال يعاني من التهميش و الاهمال

  • هل لك من وصف لبعض المتسلقين على الأدب والشعر؟

الأدب الحقيقي هو ما سيبقي في النهاية و الباقي الى زوال

  • كيف ترى ريم علاقة هذا الجيل بالشعر وما وما دورك في تعزيزهذا الموضوع؟

الشعراء كثر و الشعر قليل و مع ذلك كتابة الشعر حتى و لو اختلفنا حول تصنيف النصوص من حيث الجودة و النوعية يبقي افضل من ان يكون لدينا جيل عازف عن الكتابة كما القراءة

و في النهاية النص الحقيقي هو ما سيدخل التاريخ

  • هل أنت مع أن الكاتب أو الشاعر مُكرم خارج بلده أكثر من بلده نفسها؟

“لا نبي في قومه”، و في النهاية التكريم و الإعتراف بقيمة الشاعر داخل بلده اكيد شي هام جدا، لكن اعتقد ان من يصاب بلوثة الكتابة عموما لا تعنيه كثيرا التكريمات

ما هي القصيدة أو الديوان أو الرواية القريبة على قلب ريم قمري؟

عادة أكره كتبي و نصوصي بعد فترة من صدورها او كتابتها و قد اتنكر لها وهو ما يحفزني على الكتابة مجددا و يجعلني في تحدي مع نفسي

  • هل لك أن تحصي لنا حصادك الأدبي، الثقافي منه والشعري؟

عندي ثلاث دواوين

النساء إنتظار

على جسدي وشمت تمائمي

ما لم يقله الحلم

و مجموعة قصصية بصدد النشر “حياة أخرى لعمر مضى”

  • هل ترى أن بعض النقاد يجاملون ما تكتب المرأة… لأنها امرأة بدون تقييم لمنجزها الأدبي؟

الناقد الحقيقي لا يجامل ، لكن إذا كنت تتحدث عن القراءات التى تنشر على الفيسبوكو التى تفتقر تماما لمعايير النقد الأدبي تماما فهذه اعتقد لا إضافة و لا قيمة لها علمية و بتالي هي شكل من أشكال المجاملة أحيانا و في أحيان أخرى يكون صاحب القراءة راغب في الحصول على لقب ناقد فقط لا غير

  • ماذا قدم لكِ الإعلام كشاعرة؟ وهل كان حافزاً لكِ؟

الاعلام دربة يومية على الكتابة و حقل غني بالتجارب الإنسانية والحياتية

وأعتقد انه كان مكملا لي و دافعا قوي

  • هل للمرأة نصيب مما تكتب الأديبة ريم قمري؟

لا اؤمن بكتابة نسوية و اخرى رجالية برأيي الكتابة إنسانية و كونية بالأساس وبالتالي انا امرأة تكتب دون ان تلبس أقنعة اكتب بحرية عما أحسه و احاول ان اوصل نظرتي للكون و العالم من زاوية امرأة تكتب دون حدود فاصلة بين المرأة والرجل

  • ماذا يعني الرجل للأديبة ريم قمري؟

الحياة هي امرأة و رجل و الباقي تفاصيل.

  • كيف ترى ريم المشهد الثقافي بعدما سمي ب “الربيع العربي”؟

أعتقد مازال في طور التشكل كما المجتمع والحياة السياسية مازال الوقت مبكر جدا لنقيمه او نحكم عليه عشر سنوات في تاريخ الشعوب لا تعني شئ و لا تسمح لنا بالحكم الجازم

برأيك، ماذاقدم “الربيع العربي”، لتونس؟

بالنسبة لتونس قدم أهم شي حرية التعبير وهذه لا تقدر بثمن

  • هل أنت مع حرية التعبير في الإعلام؟

أكيد و هذا مكسب لا جدال عليه

  • إذا كنتِ مع حرية الإعلام، كيف تؤثر هذه الحرية على الأدب والثقافة في تونس؟

حرية التعبير تخلق مناخ و مجال أوسع للإبداع، اي ان المبدع يكتب بشكل حر و دون قيود تكمل عملية الكتابة و الإبداع، لا توجد تابوهات او ممنوعات او خطوط حمراء و هذا يمنح الكاتب مساحة كبيرة للتحليف و للتطرق لمواضيع بكر و جديدة لم يكتب فيها بعد لكن كل هذا لا يتم الا متى ما تخلص الكتاب نفسه من الرقابة الذاتية و التى هي أشد وطأة من رقابة السلطة ذاتها

  • البلد الثاني الذي تتمنى ان تكون ريم تعيش به بعد تونس؟

لم أفكر مطلقا في ذلك قد تقرر الحياة نيابة عنا أحيانا لكن مهما ابتعدنا ننتهي بالعودة دائما

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى