تقاطع السياسة والرياضة… الأزمة الخليجية واجتماع “الأولمبي الآسيوي”

النشرة الدولية –

في نهائي كأس الخليج العربي لكرة القدم لعام 2019، لم يصعد رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، المنصة، للسلام على أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، واستلام كأس البطولة التي فازت فيها البحرين بعد انتظار دام 50 عاما.

يفسر هذا الموقف أن مقاطعة السعودية وحلفاءها لقطر، لم تقتصر على ميادين السياسة فحسب، بل طالت القطاع الرياضي إلى حد ما، على الرغم من أن المواثيق الأولمبية تمنع زج المسائل السياسية في الرياضة.

وسبق للإمارات أن أعفت رئيس الهيئة العامة للرياضة يوسف السركال من منصبه، في أعقاب انتشار صور تجمعه برئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، على هامش اجتماعات للاتحاد الآسيوي للعبة في بانكوك، وذلك بعد أقل من 4 شهور على إعلان المقاطعة.

وجاء اجتماع الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي الأخير في العاصمة العمانية مسقط، ليعطي دلالات واضحة على الاتجاه الذي تسير فيه المصالحة الخليجية بين مختلف أطرافها.

وتنافست السعودية وقطر على استضافة دورة الألعاب الآسيوية (الأسياد) لعام 2030، في وقت اقترح فيه رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد الصباح، أن الملف الخاسر في عملية التصويت يستضيف تلقائيا النسخة التالية من الألعاب والتي تقام عام 2034.

فازت الدوحة باستضافة أسياد 2030 بفارق كبير من الأصوات، على حساب الرياض التي تترشح للمرة الأولى لاحتضان أكبر حدث رياضي في القارة الصفراء وثاني أكبر حدث رياضي على مستوى العالم بعد الألعاب الأولمبية الصيفية.

تقارب واضح

قبل عملية التصويت على استضافة الحدث الرياضي الآسيوي، تبادل رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، التحية وكلمات الشكر مع رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وذلك في كلمتهما أمام الجمعية العمومية.

قال جوعان بن حمد وهو شقيق الأمير تميم في كملته: “أحيي فريق ملف الرياض 2030 الذي يرأسه الأمير عبدالعزيز، وأهنئهم عليه، وأتمنى لهم التوفيق”، فيما جاء الرد السعودي في كلمة عبدالعزيز بن تركي: “أبدأ بالشكر للشيخ جوعان على كلماته تجاه ملف الرياض”.

وتصافح المسؤولان البارزان علنا بعد انتهاء عملية التصويت التي أسفرت عن فوز قطر باستضافة الأسياد للمرة الثانية في تاريخها، مما يعطي انطباع على أن الرياض تميل نحو التقارب مع الدوحة بشكل أكبر من باقي الحلفاء.

تجاهل تام

في المقابل، أصدرت اللجنة الأولمبية البحرينية التي تواجدت في اجتماع مسقط بيانا لتهنئة الرياض بفوزها باستضافة أسياد 2034، حيث تجاهلت تماما فوز الدوحة بالنسبة التي تسبقها من هذه الألعاب.

يأتي هذا الموقف بالتزامن من تصاعد الهجوم البحريني تجاه الدوحة بعد إعلان بيان الخارجية الكويتية الذي أكد وصول الأطراف المتخاصمة إلى “مباحثات مثمرة” في الطريق نحو طي صفحة الأزمة التي تستمر لأكثر من 3 سنوات.

ويتركز الهجوم على ملف الصيادين البحرينيين الذين تعتقلهم قطر وتقدمهم للمحاكمات، وفق الروايات الرسمية، فيما تشدد الصحافة المحلية أن “البحرين لا ترفض المصالحة، لكن ليس على حساب حقوقها الشرعية”.

وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، اتهمت قطر بدعم الإرهاب، وتقدمت بلائحة من 13 مطلبا، في 22 يونيو 2017، لإعادة علاقاتها مع الدوحة، تضمنت إغلاق القاعدة العسكرية التركية الموجودة على الأراضي القطرية، وخفض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة الجزيرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى